الوعي : الكلية والكمال
<p><span style="color: rgb(247, 247, 247); background-color: rgb(231, 99, 99);">قاسيون ـ مروان الحريري
</span></p><p>كما نلاحظ دائماً، العقل عبقري ذكي نشيط، ذاكرة، معلومات، ولكن العقل ثرثار يشبه القرود .. فلو راقبت قرداً لوجدته بحالة نشاط دائم .. يقفز من غصن إلى آخر دون توقف، كذلك العقل يقفز من فكرة إلى أخرى ، عبر سلسلة صور وأفكار مكثفة ، وأحيانا بطيئة ، وفقا للحالة النفسية التي يعيشها الشخص ..
</p><p>حديثا ، قال علماء النفس ، إن العقل كالسماء تمر بها الغيوم بشكل متتالي، والأفكار كالغيوم .. والسؤال الذي توقفوا عنده ، هو كيف تسيطر على العقل في هذه الحالة ..؟ لقد استرعت هذه الظاهرة ، علماء الصوفية في فترة مبكرة ، وقبل علم النفس ، حيث راحوا يوظفون العقل لخدمة الأفكار العليا وبالتماهي مع ما يختزنه القلب من حب وحزن ورأفة وفرح ، وما إلى ذلك من مشاعر إنسانية نبيلة .. وقد راعهم هذا التنقل المريب بين الأفكار ، ثم كيف في النهاية يستقر العقل والقلب على حالة ، وصفوها بالصفاء الذهني ، لتنتج حالة "الطيران" التي يشعر بها المتصوف ، وهو يحلق حول ذاته ..
</p><p>ويقول المتصوفة ، بأنهم بلحظة يشعرون بالفراغ ، وباليقظة بذات الوقت ، وأنه يرى حوله الألوان بشكل مختلف ، وكأنه يشاهدها لأول مرة .
</p><p>وأنه يتجاوز حدود الأشياء؛ ليستمتع بالحرية ، التي هي حالة الوعي الحقيقية ، حيث التغلب على الفوضى واكتساب الكلية والكمال والبراءة ..
</p><p>ويصف أحد المتصوفة نفسه ، بأنه يقفز من العقلانية إلى اللاعقلانية ، وبما يشبه القفز إلى المستحيل، كما لو أنك تعيد عجوزا طاعنا في السن ، إلى مرحلة الطفولة ..
</p><p>قال السيد المسيح :"إن لم تعودوا كالأطفال لن تدخلوا ملكوت السماوات"
</p><p>هذا يعني أن تكون بريئاً صافياً تلقائياً غير ملوث ، وتستغني عن كل موروثاتك وتتعامل مع الأشياء بوعي صافي.
</p><p>عندها فقط ستفيض بالسلام وتغدو فرحاً وتغمرك السعادة والمحبة .
</p><p><br></p>