وكالة قاسيون للأنباء
  • الجمعة, 22 نوفمبر - 2024

المرأة السورية في أوروبا .. ما الذي يحصل معها ..؟*

المرأة السورية في أوروبا .. ما الذي يحصل معها ..؟*

قاسيون ـ إيمان مسلماني

ترددت كثيرا قبل أن أكتب في هذا المجال ، لكن من خلال متابعتي ، اكتشفت بأن جميع ، أو أغلب من حاولوا التنظير لوضع المرأة السورية في أوروبا ، هم من الرجال ، الذين يناقشون الموضوع من زاوية واحدة ، وهو أن المرأة السورية ، أصابها إحساس زائد بالحرية في أوروبا ، فخرجت عن كل أعرافها وتقاليدها ، التي عاشت عليها طوال حياتها في سوريا .

لكن من وجهة نظري أن الأمر لا يمكن مناقشته أو الحكم عليه بهذا الاستسهال أو التبسيط الشديد ، لأن هناك الكثير من العوامل التي لعبت دورا بارزا ، في اضطراب العلاقة بين الأزواج السوريين الذين وصلوا إلى أوروبا ، يأتي على رأسها ، أن هذين الزوجين ، كانت علاقتهما من الأساس ، في سوريا ، فيها خلل واضطراب ، أما الأزواج الذين يجمع بينهم الحب والتفاهم ، لم تتأثر علاقتهما بشيء عندما وصلوا إلى أوروبا ، بل على العكس ، هم يعيشون اليوم ، ربما ، أسعد لحظات حياتهم ، بناء على ما توفره البيئة الأوروبية ، من رفاه ومساعدة في كافة مجالات الحياة .

ولا بد أن أشير ، أنه أتيح لي خلال تواجدي في فرنسا ، على مدى ثلاث سنوات ، الاطلاع عن قرب ، على الكثير من القصص والحكايا ، عن تفتت أسر سورية ، ذهب كل طرف منها في طريقه ، وهي بلا شك قصص مؤلمة ، نظرا لأن الأولاد هم أكثر من يدفع ثمنها ، لكن على الجانب المقابل ، لا يمكن أن تحمل المسؤولية لطرف دون الآخر ، أو أكثر من الآخر ، لأنك في النهاية لا تستطيع أن تجبر زوجة على العيش مع زوج لا تحبه ، والعكس صحيح أيضا .. فما الحل إذا ..؟

الحل من وجهة نظري ، يتعلق بالمشكلة الأساسية بمجتمعاتنا ، التي تكثر فيها عبارات المداراة ، وضرورة الصبر والتحمل ، وهذه العبارات دائما ما توجه للمرأة أكثر من الرجل .. فالرجل يستطيع أن يتزوج بثانية لتصحيح مشاعره ، بينما المرأة يتم وصفها بكلمات غير لائقة ، إذا ما أرادت أن تأخذ نفس الخيار ، بالإضافة إلى أنه يتم تحميلها مسؤولية دمار الأسرة بالكامل .

لذلك ، أنا أرى أن حل المشكلة يجب أن يتوجه إلى مجتمعاتنا ، قبل أن نحمل المجتمعات الأوروبية ، المسؤولية ، عن تدمير أسرنا .. أي بمعنى آخر ، يجب أن ندرك أن المرأة التي طلبت الإنفصال عن زوجها لدى وصولها إلى أوروبا ، أنها من الأساس لم تكن تطق العيش معه في سوريا .. فهل تسمح كرامة الرجل أن يعيش مع إمرأة لا تحبه .. ؟!

أما لماذا انتظرت إلى أن وصلت إلى أوروبا لكي تأخذ هذا القرار ، فهو أمر اعتقد أن الإجابة عليه باتت مملة ومكرورة ، لأن القاصي والداني أصبح يعلم ، أن ما كان يمنع المرأة من الطلاق في سوريا ، أو إعلان رغبتها عن الانفصال عن شريك حياتها ، غير متوفرة ظروفه في أوروبا ، والتي يأتي على رأسها السمعة السيئة ، كمطلقة ، بالإضافة إلى ما يتعلق بلقمة العيش وغيرها من الظروف التي يعلمها الجميع .

وفي العموم ، أرجو أن لا يفهم من كلامي أنني أشجع على عمليات الانفصال وتدمير الأسر السورية في أوروبا ، بل العكس ، بل إنني أسعى ومجموعة من الحقوقيين الفرنسيين والعرب ، للعمل على جمعية ، تحاول أن تدخل إلى هذه البيوت المهتزة ، وتعمل على ترميمها ، انطلاقا من إدراكنا بأهمية أن يعيش الأولاد بين أبوين متفاهمين لا متصارعين .. لأن ذلك ضروري لصحة الأولاد النفسية والاجتماعية .