أطباء بلا حدود تدخل دمشق لأول مرة منذ عقد وجهود حكومية لإنعاش القطاع الصحي في سوريا

أعلنت منظمة "أطباء بلا حدود" عن دخولها العاصمة السورية دمشق للمرة الأولى منذ أكثر من عشر سنوات، عقب سقوط نظام بشار الأسد الذي حكم البلاد لـ24 عاماً. وأكدت المنظمة عبر صفحتها على فيسبوك أن احتياجات الرعاية الصحية العاجلة تتزايد بشكل كبير في سوريا بعد سنوات الحرب، مشيرة إلى أن فرقها بدأت بتقييم ثلاث وحدات حروق في دمشق وحلب، مع خطط لإعادة تأهيل مستشفى المواساة الجامعي ودعم المرافق الصحية بالتبرعات في أنحاء البلاد.
في السياق ذاته، كشفت وزارة الصحة السورية عن تعاونها مع منظمة "الأمين" لإطلاق مشروع يشمل إجراء 1000 عملية جراحية مجانية لإزالة الساد (المياه البيضاء)، مع توفير نافذة إلكترونية للتسجيل، بهدف تحسين جودة حياة المرضى. كما أعلنت الوزارة عن البرنامج الوطني لزراعة القوقعة السمعية لـ1000 طفل من ذوي الإعاقة السمعية، بالإضافة إلى مشروع لتبديل المفاصل والجراحة العظمية المجانية بالشراكة مع المنظمة نفسها. وكرّمت الوزارة فريقاً طبياً قطرياً نفذ عمليات قثطرة قلبية للأطفال والبالغين ضمن "مشروع القوافل الطبية" بدعم الهلال الأحمر القطري.
من جانبه، استعرض الطبيب السوري الأمريكي زاهر سحلول، رئيس منظمة "ميدغلوبال" وأستاذ مساعد بجامعة إيلينوي، واقع القطاع الصحي في سوريا خلال زيارته الثانية بعد سقوط النظام. وقال إنه تفقد مستشفيات أهلية في مدن رئيسية والتقى أطباء لتقييم الأوضاع، واصفاً النظام الصحي بـ"الكارثي" وعلى شفا الانهيار، بسبب الدمار الذي خلفته 14 عاماً من الحرب. وأضاف أن المساعدات الإنسانية وحدها لا تكفي، داعياً المجتمع الدولي إلى رفع العقوبات بالكامل لدفع التعافي الاقتصادي وإعادة بناء نظام صحي متكامل يضمن حياة كريمة للسوريين.
وتبرز هذه التطورات جهوداً محلية ودولية متسارعة لإنعاش القطاع الصحي المنهار في سوريا، وسط تحديات هائلة تتطلب تدخلات عاجلة لتلبية احتياجات الملايين الذين عانوا من ويلات الحرب والإهمال على مدى عقود.