أكد الرئيس السوري أحمد الشرع، في مقابلة أجرتها معه وكالة "رويترز" يوم 9 آذار 2025، أن أعمال العنف التي شهدها الساحل السوري تشكل تهديداً لجهوده في لم شمل البلاد بعد سنوات الحرب، متعهداً بمحاسبة المسؤولين عنها حتى لو كانوا من "أقرب الناس" إليه. وفي أول تصريح له بعد أربعة أيام من الاشتباكات بين فلول نظام الأسد وقوات الأمن الحكومية، شدد الشرع على أن "سوريا دولة قانون، والقانون سيأخذ مجراه على الجميع دون استثناء".

موقف حازم ضد التجاوزات

وقال الشرع: "نحن خرجنا ضد نظام الأسد نصرة للمظلومين، ولا نقبل أن تسفك قطرة دم بغير حق أو أن يذهب هذا الدم دون محاسبة، سواء كان المتورط أقرب الناس إلينا أو أبعدهم. الاعتداء على حرمة الناس ودمائهم وأموالهم خط أحمر". وأشار إلى أن الاشتباكات التي اندلعت يوم الخميس 6 آذار، والتي قتل فيها 200 من قوات الأمن، كانت بفعل قوات من الفرقة الرابعة التابعة لماهر الأسد وقوى أجنبية تسعى لزعزعة الاستقرار، في إشارة ضمنية إلى إيران.

تحقيق ومصالحة

وأقر الشرع بحدوث انتهاكات في الساحل نتيجة دخول أطراف عديدة، موضحاً أن ذلك فتح الباب لأعمال انتقامية، لكنه أكد أن الوضع بات تحت السيطرة إلى حد كبير. وأعلن عن تشكيل لجنة وطنية مستقلة للتحقيق في الأحداث، إلى جانب لجنة ثانية للمصالحة والحفاظ على السلم الأهلي، قائلاً: "الدم يأتي بدم إضافي، ونريد ترميم الأوضاع قدر الإمكان".

العلاقات الدولية

في سياق الملفات الخارجية، كشف الشرع عن غياب أي تواصل مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ توليه منصبه قبل نحو شهرين، مجدداً دعوته لرفع العقوبات الأمريكية التي وصفها بأنها تعيق ضبط الأمن والانتعاش الاقتصادي. وقال: "سوريا بابها مفتوح للتواصل، لكن الملف السوري ليس على قائمة أولويات واشنطن". وعن روسيا، أشار إلى محادثات جارية لمراجعة الاتفاقات السابقة، مؤكداً أهمية العلاقات الاستراتيجية مع موسكو دون قطعها، مع الحرص على ألا تشكل تهديداً لدول أخرى.

رفض التدخل الإسرائيلي

ورداً على انتقادات إسرائيل، التي وسعت سيطرتها في جنوب سوريا، رفض الشرع تهديدات وزير دفاع الاحتلال يسرائيل كاتس ووصفها بـ"الكلام الفارغ"، مشيراً إلى سجل إسرائيل في قتل المدنيين بغزة ولبنان. كما أبدى انفتاحاً على حل الخلافات مع "قسد" عبر لقاء قائدها مظلوم عبدي.