قوات الدفاع السورية تصد هجوماً لـ قسد في حلب

تمكنت وحدات تابعة لوزارة الدفاع السورية من صد هجوم شنته "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) على جبهة الأشرفية في مدينة حلب، وفق ما أعلن المتحدث الرسمي باسم الوزارة، العقيد حسن عبد الغني، في تصريح لوكالة الأنباء السورية "سانا". وأكد عبد الغني أن العملية أسفرت عن إيقاع خسائر مادية وبشرية في صفوف المهاجمين، دون تقديم تفاصيل إضافية حول حجم الخسائر.
تصعيد عسكري في أحياء حلب
وشهدت المناطق المحيطة بحيي الأشرفية والشيخ مقصود تحركات عسكرية مكثفة من قبل قوات وزارة الدفاع، رداً على استمرار استهداف "قسد" للمدنيين في المدينة. وكان آخر هذه الهجمات إصابة صيدلانية في حي بستان الباشا، فيما استهدفت "قسد" يوم أمس سيارة عند مدخل حي الشيخ مقصود، تلاها تنفيذ عملية قنص أدت إلى تصعيد التوتر في المنطقة. ودفع ذلك القوات الحكومية إلى تعزيز انتشارها العسكري في محيط الحي لاحتواء التهديدات.
تحليق طائرة تركية في سماء ريف حلب
في تطور متصل، رصدت مصادر محلية تحليق طائرة حربية تركية في أجواء ريف حلب الشمالي، بالتزامن مع الاشتباكات على الأرض، مما أثار تساؤلات حول دور تركيا في التصعيد الجاري. ولم تصدر السلطات السورية أو التركية أي تعليق رسمي حول هذا التحليق حتى الآن.
توسع نفوذ "قسد" في حلب
ويعود تصاعد التوتر في حلب إلى أواخر تشرين الثاني 2024، عندما استغلت "قسد" انسحاب قوات النظام المخلوع من أحياء حلب الشرقية عقب سيطرة فصائل إدارة العمليات العسكرية على المدينة. وعززت "قسد" وجودها في الأحياء المجاورة لحيي الشيخ مقصود والأشرفية، اللذين تسيطر عليهما منذ سنوات، من خلال نشر قناصة وتعزيز نقاط تمركزها في مواقع استراتيجية.
وتشمل الأحياء التي شهدت انتشاراً متزايداً لـ"قسد" أحياء السريان، الميدان، الهلك، بعيدين، الحيدرية، والخالدية، إلى جانب مراقبة دوار الصاخور وأجزاء من شارع النيل ودوار الليرمون. ونفذت "قسد" عبر قناصيها عمليات استهداف ممنهجة طالت مدنيين، سواء أثناء تجوالهم أو خلال محاولتهم تفقد ممتلكاتهم، ما أدى إلى مقتل العشرات منذ مطلع كانون الأول 2024.
رد فعل حكومي حازم
وأكد العقيد عبد الغني أن وزارة الدفاع مستمرة في عملياتها لتأمين المدينة وحماية المدنيين، مشدداً على أن أي محاولات لزعزعة الأمن ستواجه برد حاسم. وأضاف أن القوات تعمل على تعزيز نقاط السيطرة في الأحياء المتضررة لمنع تكرار الهجمات.
سياق الاشتباكات
تأتي هذه التطورات في ظل توتر مستمر بين القوات الحكومية و"قسد"، التي تسيطر على مناطق واسعة في شمال شرق سوريا بدعم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة. وتشهد حلب منذ تحريرها من قوات النظام السابق تقاطعات مصالح بين أطراف متعددة، مما يفاقم الوضع الأمني ويعرض حياة المدنيين للخطر.