إسرائيل تزعم تدمير وسائل قتالية في سوريا وتواصل اعتداءاتها على المنطقة العازلة

زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه دمر وسائل قتالية في المنطقة العازلة جنوبي سوريا، في سياق تبريره لاعتداءاته المستمرة على الأراضي السورية، والتي تصاعدت بشكل ملحوظ منذ سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر 2024.
ونقل المتحدث باسم جيش الاحتلال، أفيخاي أدرعي، أن قوات "اللواء 474" التابعة للفرقة 210 "تواصل عملياتها الدفاعية" من خلال الانتشار في نقاط سيطرة داخل الأراضي السورية. وأضاف أن هذه العمليات تهدف إلى "إزالة أي تهديد محتمل وضمان أمن إسرائيل"، مشيراً إلى أنها ستستمر حتى تحقيق هذه الأهداف.
ووفقاً لادعاءات أدرعي، نفذت قوات الاحتلال خلال الأسبوع الماضي عمليات تمشيط داخل سوريا استناداً إلى معلومات استخباراتية، أسفرت عن "كشف ومصادرة وتدمير وسائل قتالية تشمل بنادق، ذخائر، صواريخ، وعتاد عسكري متنوع".
تاريخ الاعتداءات الإسرائيلية
بدأت إسرائيل تحركاتها العسكرية في سوريا بشكل مكثف بعد ساعات قليلة من سقوط نظام الأسد، حيث احتلت المنطقة العازلة وسيطرت على قمة جبل الشيخ في 9 ديسمبر 2024. كما وسعت توغلها في محافظة القنيطرة، وقامت بقصف مئات المواقع العسكرية السورية بهدف تدمير البنية التحتية للجيش السوري، في محاولة لمنع أي إعادة تنظيم محتملة للقوات.
وفي الأسابيع الأخيرة، شهدت سوريا تصعيداً إسرائيلياً بارزاً، تضمن غارات جوية استهدفت مواقع متعددة، بالتزامن مع عمليات برية في ريفي درعا والقنيطرة. ولم تكتفِ إسرائيل بذلك، بل بدأت بإنشاء قواعد عسكرية جديدة تمتد من جبل الشيخ إلى حوض اليرموك، مزودة بالبنية التحتية كالكهرباء والمرافق السكنية، إلى جانب شق طرق تربط هذه المواقع بالحدود السورية.
أهداف استراتيجية مثيرة للجدل
تثير هذه التحركات تساؤلات حول الأهداف الإسرائيلية طويلة الأمد في سوريا، خاصة مع تصريحات متكررة من مسؤولين إسرائيليين تهدد بتوسيع نطاق العمليات العسكرية. ويأتي ذلك في وقت تواجه فيه سوريا فراغاً أمنياً وسياسياً عقب انهيار النظام السابق، مما يجعلها عرضة لتدخلات خارجية متزايدة.
ويبقى السؤال المطروح: هل تسعى إسرائيل إلى فرض واقع جديد في جنوب سوريا، أم أن هذه الخطوات تندرج ضمن سياسة استباقية لمواجهة تهديدات محتملة؟ الأيام المقبلة قد تكشف المزيد عن نوايا الاحتلال في هذا السياق الحساس.