مظاهرات حاشدة في مختلف المناطق السورية تنديدًا بالعدوان الإسرائيلي

شهدت مختلف المناطق السورية، ليل أمس الثلاثاء، موجة من المظاهرات الجماهيرية التي حضرها مئات المواطنين، احتجاجًا على العدوان الإسرائيلي المستمر في سوريا، ورفضًا لتصريحات رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، حول الأوضاع في المناطق الجنوبية. وتبدو هذه الاحتجاجات تجسيدًا لوحدة السوريين في مواجهة محاولات التقسيم والتفتيت.
ففي العاصمة دمشق، خرج العشرات إلى ساحة الأمويين، حيث ردد المتظاهرون الهتافات التي تعبر عن رفضهم لهذه التحركات الاستفزازية، ومؤكدين تضامنهم مع أبناء الجنوب السوري. في حين اجتمع المئات في السكن الجامعي بمدينة حمص، ورفعوا شعارات تُدين العدوان الإسرائيلي، كذلك شهدت مدينتا سلمية ومصياف في ريف حماة مظاهرات منفصلة، حيث أدان المشاركون الاحتلال الإسرائيلي وعبّروا عن إصرارهم على مواجهة أي مشاريع تهدف إلى تقسيم البلاد.
اليوم الثاني من الاحتجاجات في الجنوب السوري شهد أيضاً تجمع المئات في ساحة الكرامة بمدينة السويداء، حيث أكد المشاركون على رفضهم للتصريحات الإسرائيلية، مرددين شعارات مثل: "تربة وطنّا ما نبيعها بالذهب"، مع تأكيدهم على وحدة الوطن ورفض أي تدخل خارجي.
وفي ريف القنيطرة، تجمع الطلاب في بلدة الرفيد منددين بتصريحات نتنياهو، بالإضافة إلى مظاهرات أخرى شهدتها بلدة خان أرنبة، حيث حمل المشاركون لافتات تعكس رفضهم لأي تصورات تدخلية، وفوق ذلك التأكيد على أن الجولان عربية وتعود للسوريين.
وفي سياق متصل، نظم أبناء قرية مساكن جلين وبلدة تسيل في ريف درعا مظاهرات احتجاجية، وكان لافتًا رفع العلم السوري خلال هذه التجمعات. كما أُقيمت وقفة احتجاجية في ساحة 18 آذار بمدينة درعا، حيث انتشرت عناصر الأمن الداخلي لتأمين هذه الفعاليات.
من الجدير بالذكر أيضًا أن ناشطين من درعا والقنيطرة والسويداء سبق وأن أطلقوا دعوات للتظاهر، في حين يستعد قادة كبرى الفصائل في السويداء لعقد اجتماع طارئ اليوم، لمناقشة كيفية التعبير عن رفضهم للتصريحات الإسرائيلية التي أدت إلى تفشي موجة الغضب في الجنوب.
تصريحات نتنياهو، التي أعرب فيها عن عدم مصلحة إسرائيل في الإطاحة برئيس النظام المخلوع بشار الأسد، بالإضافة إلى مطالبه بإخلاء المنطقة الجنوبية من القوات العسكرية التابعة للنظام الجديد، تؤكد طبيعة الأوضاع المعقدة التي تمر بها سوريا. في الموازاة، رفض الشيخ سليمان عبد الباقي، قائد تجمع "أحرار جبل العرب" في السويداء، أي تدخل خارجي في شؤون المحافظة، مؤكدًا على ضرورة الحفاظ على الهوية السورية ورفض أي محاولات للتقسيم.
تظل قضية الجولان السورية، المحتلة منذ عام 1967، واحدة من أبرز المواضيع التي تثير النقاشات والتحركات الشعبية، خاصة بعد أن سيطرت إسرائيل على أجزاء واسعة من المنطقة العازلة عقب الإطاحة ببشار الأسد وقيامها بغارات جوية على مواقع عسكرية سورية، مما يزيد من تعقد المشهد المحلي والإقليمي.