نواف سلام: فرصة جديدة لحوار لبناني-سوري تستند إلى احترام السيادة

أكد رئيس الحكومة اللبنانية، نواف سلام، خلال جلسة مناقشة البيان الوزاري أمام مجلس النواب، اليوم الثلاثاء، على أهمية وضرورة انطلاق حوار جاد مع الجمهورية العربية السورية. وأشار سلام إلى أن هذا الحوار ينبغي أن يقوم على احترام سيادة البلدين وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي منهما، مما يعكس رغبة لبنان في إقامة علاقات قائمة على الاتفاق والتفاهم.
وفي سياق حديثه، لفت نواف سلام إلى أهمية ضبط الحدود بين لبنان وسوريا وترسيمها وفق الأطر القانونية المعترف بها دولياً، لضمان عدم حدوث تدخلات داخلية تؤثر على استقرار البلدين. وأكّد سلام أن الحوار هو خطوة أساسية نحو بناء علاقات جيدة ومستقرة، مما يسهم في تحقيق التنمية والأمن لكل من لبنان وسوريا.
كما تناول سلام قضية اللاجئين السوريين، محذراً من أن استمرار وجودهم في لبنان دون وجود خطة واضحة لعودتهم إلى وطنهم قد يؤدي إلى "تداعيات وجودية" تهدد لبنان. وأوضح أنه يتوجب على الحكومة اللبنانية العمل على إيجاد حلول ملائمة لهذه القضية، المفترض أن تتم بالتنسيق مع الحكومة السورية الجديدة، في ظل الظروف السياسية الراهنة وما تبعه من تغييرات.
من جهة أخرى، أشار سلام إلى الرسالة التي بعث بها رئيس الحكومة اللبنانية السابق، سعد الحريري، للرئيس السوري، أحمد الشرع، والتي أعرب فيها عن تفاؤله بالتطورات السياسية في سوريا بعد تولي الشرع رئاسة البلاد. وقد اعتبر الحريري أن الانتخابات تمثل دليلاً على تحرر سوريا من نظام استبدادي، وآملًا في أن تشكل هذه المرحلة الجديدة فرصة لتحقيق تطلعات الشعب السوري نحو الحرية والكرامة.
وشدد الحريري على أهمية تعزيز العلاقات بين لبنان وسوريا، بالاستناد إلى الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، في مسعى لمحو آثار الماضي المظلم الذي شهدته المنطقة.
هذا وتأتي هذه التصريحات في ظل توجهات سياسية جديدة تسود بين دولتي الجوار، حيث تعكس رغبة الحكومتين في بناء جسور من التواصل والتعاون من شأنها أن تدفع للأمام بعملية إعادة البناء والاستقرار في كلا البلدين، وستكون الخطوات المقبلة هي محط أنظار المراقبين والسياسيين على حد سواء، حيث يُعتبر الحوار بين البلدين أحد أهم العوامل في استعادة الأمن والاستقرار على الساحة الإقليمية.