وفد الطيران المدني الدولي يزور مطار دمشق الدولي لأول مرة منذ 15 عاماً

وصل اليوم الثلاثاء وفد رفيع المستوى من الطيران المدني الدولي إلى مطار دمشق الدولي، في زيارة تُعد الأولى من نوعها منذ عام 2008. وترأس الوفد محمد أبو بكر فارع، المدير الإقليمي للمنظمة في إقليم الشرق الأوسط، وذلك في إطار جهود بحث واقع قطاع الطيران المدني في سوريا وتعزيز التعاون الفني بين الجانبين. تأتي هذه الزيارة في وقت تتعزز فيه المساعي لاستعادة المعايير التشغيلية العالمية لمطار دمشق الدولي.
وأكدت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن هذه الزيارة تكتسب أهمية خاصة، وسط الحديث عن مشاريع تطويرية للبنية التحتية لمطارات البلاد. وفي هذا السياق، كشف مستشار رئيس الهيئة العامة للطيران المدني السوري، سامح عرابي، من قبل، عن وجود ثلاثة عروض من شركات أوروبية لتركيب جهاز رادار حديث في مطار دمشق الدولي. وأكد عرابي أن مشروعي مطاري دمشق وحلب يخططان لاستقبال الرحلات وتشغيلها بالكامل خلال الأشهر الستة القادمة.
وأشار عرابي إلى أن المطارات السورية تعاني من نقص حاد في المعدات الملاحية الضرورية، بما في ذلك أنظمة الهبوط الحديثة. وأوضح أن الفريق الفني للهيئة العامة للطيران المدني يعمل حالياً على تجهيزات الملاحة الجوية، بما في ذلك إعادة تركيب الأجهزة الأساسية مثل جهاز توجيه الطائرات في الهبوط (VOR)، وجهاز قياس المسافة (DME)، وجهاز الهبوط الآلي (ILS).
وفيما يتعلق بالاستعدادات اللازمة لعودة مطار دمشق إلى العمل بكامل طاقته، أكد عرابي أن المطار يمتلك القدرة على التشغيل واستقبال الرحلات، ولكنه يعمل حالياً بمعدل أقل من المتوقع. وشدّد على أن مطاري دمشق وحلب سيكونان جاهزين خلال فترة تتراوح ما بين ستة أشهر إلى عام لاستقبال معظم الرحلات المدنية.
يُذكر أن قطاع الطيران المدني في سوريا عانى لعقود من الزمن جراء الإهمال وسوء الإدارة، مما أدى إلى تدهور البنية التحتية لمطارات البلاد. وقد استُخدمت بعض هذه المطارات لأغراض عسكرية، فتراجعت بالتالي جودة المرافق الخدمية وطرأت مشاكل في الصيانة الدورية وعدم استحداث الأنظمة التشغيلية.
وقد أعرب وزير النقل التركي عن قلقه حيال الوضع الراهن للمطارات السورية، مشيراً إلى أنها تعاني من تراجع واضح في مستواها، واصفاً إياها بأنها عادت إلى حقبة الثمانينيات. وأكد ضرورة تنفيذ إصلاحات شاملة لتحديثها بما يتماشى مع المتطلبات الدولية، مما يعكس أهمية المرحلة الجديدة التي تتجه إليها سوريا، وتطلعاتها لإحياء قطاع الطيران المدني بما يتلاءم مع المعايير العالمية.