20 دولة تتفق في باريس على دعم الانتقال السياسي في سوريا
![](https://qasioun-news.com/img/original/9d8fce78-edb2-08ec-785c-c9dbe1acedbf.webp)
اتفقت 20 دولة من القوى الإقليمية والغربية، في مؤتمر عُقد يوم الخميس في باريس، على بذل أقصى الجهود لمساعدة السلطات الجديدة في سوريا وحماية البلاد خلال المرحلة الانتقالية. جاء ذلك في إطار تأكيد الدول المشاركة على ضرورة دعم الانتقال السلمي في سوريا وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.
أوضح البيان الذي تم الاتفاق عليه من قبل الدول المشاركة، بما في ذلك سوريا ومعظم الدول العربية والغربية، أن الدول الموقعة ستعمل على "ضمان نجاح الانتقال لما بعد بشار الأسد". كما أكدت على أنها ستقدم الدعم اللازم لعدم تمكين الجماعات الإرهابية من إيجاد ملاذات آمنة في الأراضي السورية. وتضمن البيان دعم الدول المشاركة لآليات الحوار الشامل التي أعلنت الحكومة السورية الانتقالية إطلاقها، حتى إجراء انتخابات حرة ونزيهة.
تعهد المشاركون في المؤتمر بالاعتراف بالحكومة الانتقالية السورية ودعم توحيد الأراضي السورية من خلال تسوية سياسية تفاوضية، مع ضمان سيادة سوريا وسلامة أراضيها ووحدتها. كما تم التأكيد على ضرورة وقف جميع الأعمال العدائية في سوريا، ودعوة المجتمع الدولي لزيادة حجم المساعدات الإنسانية، وإنشاء إطار تنسيقي جديد وسريع للمساعدة في إعادة إعمار سوريا.
في سياق متصل، حث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون السلطات السورية الجديدة على دراسة إمكانية الشراكة مع التحالف الدولي المتمركز في العراق والمكلف بمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). وأكد ماكرون أن "مكافحة تنظيم الدولة هي أولوية مطلقة"، موضحاً أن التعاون مع التحالف يعد خطوة هامة لضمان استقرار سوريا ومنع زعزعة استقرارها خلال الفترة الانتقالية.
ترأس وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني وفد بلاده في أول زيارة له إلى الاتحاد الأوروبي بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي. جاءت هذه الزيارة بعد دعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع لزيارة فرنسا.
خلال زيارته، عقد الشيباني عدة لقاءات ثنائية مع مسؤولين كبار، منهم وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، ووزير الدولة القطري للشؤون الخارجية محمد بن عبد العزيز الخليفي، ووزير الخارجية الكندي ميلاني جولي، ونائب وزير الخارجية التركي نوح يلماز، بالإضافة إلى مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا غير بيدرسون. كما شارك في اجتماع مع وفد ممثل عن الجالية السورية في فرنسا في إطار مؤتمر باريس بشأن سوريا.
يمثل هذا المؤتمر خطوة مهمة نحو دعم الانتقال السياسي في سوريا وتعزيز الاستقرار في المنطقة. التزام الدول المشاركة بتقديم الدعم اللازم يشير إلى رغبة المجتمع الدولي في مساعدة سوريا على تجاوز التحديات التي تواجهها في هذه المرحلة الحساسة.