الإدارة السورية الجديدة تعلن استعدادها لتغطية المواقع الحدودية شرط انسحاب إسرائيل الفوري
أبدت الإدارة السورية الجديدة، برئاسة أحمد الشرع، استعدادها لتغطية المواقع البرية الحدودية في حال انسحبت إسرائيل من تلك المواقع، وذلك خلال لقاء رسمي جمع وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، ووزير الدفاع، مرهف أبو قصرة، مع وفد أممي رفيع المستوى اليوم، الأربعاء 29 من كانون الثاني.
ضم الوفد الأممي وكيل الأمين العام لعمليات السلام في الأمم المتحدة، جان بيير لاكروا، واللواء باتريك غوشات، القائم بأعمال رئيس البعثة وقائد قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك “يوندوف” (UNDOF). وقد تمحور الاجتماع حول الأوضاع الراهنة على الحدود السورية الإسرائيلية، وسبل تعزيز التعاون بين سوريا والأمم المتحدة في هذا السياق.
وخلال اللقاء، أكد وزير الخارجية السوري على استعداد بلاده للتعاون الكامل مع الأمم المتحدة وتغطية المواقع الحدودية وفقًا للتفويض الممنوح منذ عام 1974، مشددًا على أن هذا التعاون مشروط بانسحاب إسرائيل الفوري من الأراضي السورية. وأعرب الشيباني عن أهمية إعادة الاستقرار إلى المنطقة، مؤكدًا أن سوريا تسعى إلى تحقيق الأمن والسلام في حدودها.
من جانبها، أكدت قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك التزامها الكامل بحل هذه القضية، حيث أبدت استعدادها لتقديم الدعم في عمليات إزالة الألغام وضمان جودة الخدمات، بالإضافة إلى التنسيق بين السلطات السورية والمنظمات المعنية بإزالة المتفجرات ومخلفات الحرب، مما يسهم في بناء سوريا أكثر أمانًا.
وفي سياق متصل، شهدت الحدود السورية مع إسرائيل توترات متزايدة منذ سقوط نظام بشار الأسد، حيث توغلت القوات الإسرائيلية في الأراضي السورية، مستهدفةً قواعد عسكرية ومخازن أسلحة بحجة المخاوف الأمنية. وقد رد قائد الإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، على هذه التوغلات، مشددًا على أن حجج إسرائيل لم تعد قائمة بعد سقوط النظام وغياب حلفائه، مثل إيران و"حزب الله" اللبناني، من المنطقة.
وعلى صعيد آخر، تندد أطراف دولية عدة، من بينها تركيا وقطر والسعودية، بالتوغل الإسرائيلي، حيث طالبت هذه الدول إسرائيل بالانسحاب من الأراضي السورية. كما أدان المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، غير بيدرسون، هذا التوغل، مؤكدًا أن احتلال تل أبيب للأراضي السورية "غير مقبول ولا يوجد مبرر لذلك".
فيما يتعلق بالجانب الإسرائيلي، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، خلال زيارته الأخيرة إلى الجانب السوري من جبل الشيخ، أن قواته ستبقى في سوريا إلى أجل غير مسمى، مشددًا على أن الجيش الإسرائيلي سيظل متواجدًا في قمة جبل الشيخ والمنطقة الأمنية لضمان أمن مجتمعات مرتفعات الجولان والشمال. وأضاف كاتس، "لن نسمح لقوات معادية بالتمركز في المنطقة الآمنة جنوبي سوريا، وسنعمل ضد أي تهديد، ولن نعتمد على الآخرين في أمننا".
تتواصل الأوضاع المتوترة على الحدود السورية الإسرائيلية، مما يستدعي جهودًا دبلوماسية متواصلة من قبل جميع الأطراف المعنية لتحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة.