وكالة قاسيون للأنباء
  • الأحد, 19 يناير - 2025

وزير الخارجية المصري: دعم العملية السياسية في سوريا ضرورة ملحة بعد سقوط الأسد


أكد وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، على وجود شواغل وهواجس لدى الدول العربية بشأن الأوضاع الحالية في سوريا، في أعقاب سقوط نظام الرئيس بشار الأسد.

جاءت تصريحات عبد العاطي خلال لقاءه مع الإعلامي المصري أحمد موسى على قناة "صدى البلد"، حيث استعرض المحاور الأساسية التي تشغل بال الدول العربية فيما يتعلق بمستقبل المشهد السياسي في سوريا.


وأشار الوزير إلى أن الشواغل العربية تنقسم إلى شقين رئيسيين. الأول يتعلق بضرورة إطلاق عملية سياسية شاملة تُعنى بتضمين جميع الأطراف، بما في ذلك الأقليات، وتوفير الأمن والحماية لهم، في إطار يعكس التنوع والتعدد الموجود في المجتمع السوري. واعتبر عبد العاطي أنه من الضروري عدم تجاوز المعارضة السورية السلمية التي لم تتورط في أعمال القتال، مؤكدًا على الدور الحيوي لهذه الفئة منذ بداية الأحداث في سوريا عام 2011.


وفي سياق حديثه، أكد عبد العاطي على عدم جواز أن يكون من يحمل السلاح هو من يفرض رؤيته السياسية في سوريا، مشدداً على أهمية مراعاة مواقف ومتطلبات جميع الأطراف المعارضة، ودعوة المجتمع الدولي والعربي للاعتراف بها لضمان استقرار البلاد وسلامتها.


أما الشق الثاني من شواغل الدول العربية، فقد تناول ضرورة عدم جعل سوريا مركزاً للتنظيمات الإرهابية أو ملاذاً للعناصر المتطرفة. وأوضح عبد العاطي أن هذا الموقف يحظى بتوافق عربي ودولي واسع، حيث تم نقل هذا الموقف الواضح خلال اجتماع الرياض الذي جمع العديد من الدول، مع وجود الطرف الآخر من سوريا، في إشارة إلى وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني.


وفيما يتعلق بزيارة مرتقبة له إلى سوريا، أوضح عبد العاطي أن تحركات مصر تعتمد على المصلحة الوطنية، مشيراً إلى أن أي تقدم أو إشارات إيجابية على الأرض ستكون موضوع تقييم من قبل مؤسسات الدولة المصرية. ورفض الوزير التعامل مع تحفظ الشارع المصري تجاه التواصل مع الشيباني، حيث أكد أن السياسة الخارجية لمصر دائماً ما تدير بحكمة ورصانة، وتستند بشكل أساسي إلى المصلحة الوطنية، مشيرًا إلى الروابط التاريخية والأهمية الاستراتيجية للعلاقات مع سوريا خاصة في ظل وجود عدد كبير من السوريين على الأراضي المصرية.


وأشار الوزير كذلك إلى أنه فيما يتعلق بمشاركة ممثلي الإدارة السورية الجديدة في اجتماعات الجامعة العربية، فإن المسألة لم تُطرح بعد للمناقشة، ولكن من المتوقع أن يتم التوافق عليها إذا تم طرحها خلال الاجتماع الوزاري العربي المقبل.


واختتم عبد العاطي حديثه بالتأكيد على أهمية وحدة سوريا واستقرارها، معبراً عن أمل الحكومة المصرية في أن تصل سوريا إلى بر الأمان، محذراً من مخاطر التقسيم التي قد تؤدي إلى عواقب وخيمة ليس فقط على سوريا بل على المنطقة العربية بأسرها.