وكالة قاسيون للأنباء
  • الخميس, 16 يناير - 2025

أسرار مروعة خلف جدران سجن صيدنايا: الفقدان المستمر آلام تعصف بالعائلات الفلسطينية في ظل نظام الأسد

 يعكس الواقع المرير الذي يعيشه المعتقلون الفلسطينيون في سجون النظام السوري، تكشف العديد من العائلات عن المعاناة المستمرة التي تعصف بها نتيجة فقدان أبنائها، حيث يتواصل البحث عن أدلة تؤكد مصيرهم. يُعتبر سجن صيدنايا واحدًا من أكثر الأماكن قسوة حيث تجتمع الأسر المكلومة في آمالها وأحزانها، متمنين معرفة ما آل إليه مصير أحبتهم.


تشير التقارير الحديثة إلى وجود أكثر من ثلاثة آلاف معتقل فلسطيني في السجون السورية، مما يعكس حقيقة إنسانية مؤلمة تتعلق بهذا العدد الهائل من الأسر التي تعاني من فقدان أفرادها دون أن تتمكن من معرفة مصيرهم. تتجلى مأساة هذه العائلات في غياب الأدلة على وفاة أبنائها، ما يترك علامات استفهام جوهرية حول ما يجري داخل هذه السجون. 


يحكي أحد أقارب المعتقلين: "كل صباح نستيقظ على أمل أن نحصل على أخبار عن أبنائنا، ولكن كل ما نلتقيه هو برودة الواقع المر". تخيم مشاعر الحزن والقلق على حياة هؤلاء الناس، مشاعر تتداخل مع لحظات الفرح المحتملة عند سماع أخبار خروج بعض المعتقلين، بينما يدركون أن الكثيرين لا يزالون في عداد المفقودين.


تستمر عمليات البحث عن المعتقلين، وتواجه العائلات أهوالًا تتضمن الخوف من مصير الإعدام، وذلك دون معرفة التفاصيل أو الظروف التي يعيش فيها أبناؤهم. تُظهر الأيام والأسابيع والأشهر المتتالية أن لا أحد يستطيع الجزم بمكانهم أو بحياتهم، مما يترك آثارًا عميقة على المجتمعات الفلسطينية والسورية.


وعلاوة على ذلك، لا تفرق السجون بين المعتقلين من الفلسطينيين والسوريين، حيث يعيش الجانبان تحت وطأة نظام قمعي يستهدف الجميع. الوضع الإنساني لا يُحتمل، فهو يتطلب تدخلاً عاجلاً من منظمات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي للضغط على النظام السوري للكشف عن أسماء المعتقلين والظروف التي يعيشون فيها.


وفي ضوء هذه التطورات، يبقى النداء من أجل العدالة والمحاسبة يتردد في قلوب هؤلاء الذين فقدوا جزءًا من حياتهم، آملين في يوم يجلب لهم الإجابات، ويعيد لهم أبناءهم الغائبين. يمثل سجن صيدنايا، إذًا، رمزًا للمعاناة والفقد، ما يستدعي التذكير بأهمية قضايا حقوق الإنسان وتوثيق الانتهاكات الحاصلة دون هوادة.