وكالة قاسيون للأنباء
  • الأحد, 12 يناير - 2025

بعد 17 عامًا من الغياب: مجد جدعان تحتفل بعودتها إلى الوطن

شهدت العاصمة السورية دمشق  يوم أمس مع وصول مجد جدعان، الشقيقة الكبرى لزوجة ماهر الأسد، وسط استقبال شعبي حافل يعكس مشاعر الفخر والاعتزاز لدى السوريين. حيث عادت جدعان إلى وطنها بعد غياب استمر لأكثر من سبعة عشر عامًا، حيث اضطرت للخروج من البلاد نتيجة لمعارضتها للنظام السوري.


في حديثها الأول بعد الوصول، وصفت مجد جدعان عودتها بأنها "عودة الروح"، معبرة عن امتنانه الكبير للاستقبال الحار الذي حظيت به. وأضافت خلال مقابلة مع تلفزيون سوريا أنها تابعت مجريات الأحداث في البلاد "لحظة بلحظة" منذ انطلاق الثورة، وأعربت عن إيمانها الراسخ بأن "النصر كان مسألة وقت". هذه الكلمات كانت بمثابة رسائل تفاؤل تلامس نبض الشارع السوري الذي يطمح إلى بناء مستقبل أفضل.


وقد استذكرت جدعان الذكريات الحزينة والمآسي التي مر بها الشعب السوري خلال السنوات الماضية، قائلة: "الشهداء هم من كتبوا هذه اللحظات الجميلة". ورسمت صورة مؤثرة عن طبيعة وطنها، حيث أعلنت عزمها زيارة مدينة حمص، التي وصفها بأنها مدينة “ترابها ممزوج بالدماء”، مُشيدةً بصمود أهلها. ولفتت إلى أن الوقت قد حان لنبذ الخلافات والتوجه نحو هدف مشترك، وهو إعادة إعمار سوريا الجريحة.


وأضافت بأن الوحدة الوطنية تشكل الركيزة الأساسية لنجاح أي مشروع لإعادة بناء الوطن، مشددة على ضرورة عدم تكرار أخطاء الماضي. وطرحت جدعان رؤية طموحة لمستقبل سوريا، حيث عبرت عن أملها في أن تستعيد البلاد مكانتها الطبيعية بين دول العالم، وليس فقط في منطقة الشرق الأوسط.


وفي ختام تصريحاتها، وجهت مجد جدعان رسالة شكر لكل السوريين، معبرةً عن فخرها بالعودة إلى أرض الوطن. وبحماس واضح، أثنت على دور الإعلام السوري في نقل صوت الشعب ومعاناته إلى الساحة العالمية، مشددة على أن هذه المنابر هي الأمل في توصيل الرسالة الحقيقية لكل العالم.


تُعرف مجد جدعان بمعارضتها الواضحة لنظام الأسد، إذ كانت الاضطرارية لها لمغادرة البلاد تعكس التوجهات السياسية العائلية الغير موحدة. وتجدر الإشارة إلى أن شقيقتها، منال جدعان، متزوجة من ماهر الأسد، لكنه ومع ذلك كان هناك انقطاع في التواصل بينهما لسنوات طويلة، حيث أكدت جدعان أن ارتباط منال بآل الأسد لا يعكس بالضرورة توجهات الأسرة بأكملها. 


تعتبر عودة مجد جدعان إلى العاصمة تعبيرًا عن الأمل المتجدد في نفوس الشعب السوري، وعلامة على إمكانية التغيير والانتعاش في هذا البلد الذي طالما عانى من الأزمات.