مؤتمر صحفي يجمع وزيرا خارجية أوكرانيا وسوريا: شراكة استراتيجية لمواجهة التحديات المشتركة
قاسيون - دمشق - عقد وزيرا الخارجية الأوكراني والسوري مؤتمراً صحفياً مشتركاً، حيث تناول الجانبان سبل التعاون بين أوكرانيا وسوريا في ظل الظروف الراهنة. وقد عُقد المؤتمر في دمشق، حيث عبّر وزير الخارجية الأوكراني عن رغبة بلاده في التعاون مع الإدارة السورية الجديدة، مشيراً إلى مجالات متعددة يمكن أن تُبنى عليها هذه العلاقات.
تحدث وزير الخارجية الأوكراني عن أهمية الشراكة مع سوريا، حيث قال: "نسعى للتعاون مع الإدارة السورية الجديدة في مجالات عدة، ونؤمن بأن العلاقات الأوكرانية السورية ستشهد تطوراً كبيراً." وأكد على استعداد أوكرانيا لتقديم المساعدة في جمع الأدلة والتحقيق ومتابعة الجرائم التي ارتكبها نظام الأسد وروسيا، مشيراً إلى المعاناة المشتركة التي تعيشها بلاده وسوريا تحت وطأة الأنظمة الظالمة.
وفي إشارة قوية إلى الجرائم المرتكبة في سوريا، أضاف الوزير الأوكراني: "روسيا ونظام الأسد مشتركان في ارتكاب الفظائع في سوريا." كما دعا إلى ضرورة إخراج القوات الروسية من الأراضي السورية، محذراً من أن بقاءها يشكل تهديداً للأمن في المنطقة. وقال: "إذا استطعتم إخراج الروس من أراضيكم، ستضمنون أمنكم وأمن البلاد المجاورة."
من جهته، رد وزير الخارجية السوري على التصريحات الأوكرانية، معبراً عن استيائه من الدعم الذي تقدمه روسيا لنظام الأسد، حيث قال: "في الوقت الذي صدرت فيه روسيا البراميل المتفجرة إلى سوريا، فإن أوكرانيا تقدم لها الدعم الغذائي." هذه التصريحات تعكس الجهود السورية لفهم وتحليل المواقف الدولية فيما يتعلق بالتدخلات الخارجية.
كما أكد الوزير السوري على أهمية الشراكة الاستراتيجية مع أوكرانيا، موضحًا أن هذه الشراكة ستكون على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وأعلن: "نبدأ تاريخاً جديداً تطوى فيه صفحة النظام السابق في سوريا." وهذا يعكس رغبة سوريا في إعادة بناء علاقاتها الدولية وتقديم نفسها كشريك موثوق في المنطقة.
تأتي هذه التصريحات في إطار محاولات سوريا لإعادة تأهيل وضعها الدولي بعد سنوات من النزاع المستمر. ويبدو أن الحكومة السورية تسعى لتوسيع دائرة تحالفاتها، خاصة مع الدول التي تواجه تحديات مشابهة، مثل أوكرانيا التي تعاني من عدوان روسي مستمر.
كما تم تناول القضايا الإنسانية، حيث أشار وزير الخارجية الأوكراني إلى أهمية العمل المشترك في مجال حقوق الإنسان، وجمع الأدلة حول الانتهاكات التي ارتكبت في كلا البلدين. هذه الخطوة تعتبر ضرورية لتحقيق العدالة والمساءلة تجاه الجرائم التي ارتكبت.
وفي ختام المؤتمر، أكد الوزيران على استمرار الحوار والتعاون بين البلدين، معربين عن أملهما في تحقيق نتائج إيجابية في المستقبل القريب. وقد تركت هذه التصريحات انطباعاً بأن هناك إمكانية لتعاون مثمر بين أوكرانيا وسوريا، مما قد يساهم في تحسين الأوضاع السياسية والاقتصادية في كلا البلدين.
بهذه الخطوة، يبدو أن سوريا وأوكرانيا تسعيان إلى بناء مستقبل أفضل، بعيداً عن الصراعات المستمرة، مع تأكيد ضرورة العمل معاً لمواجهة التحديات الراهنة.