روسيا تسعى للحفاظ على قواعدها العسكرية في سوريا عبر مفاوضات مع حكومة دمشق
تجري روسيا مع حكومة دمشق المؤقتة مفاوضات حساسة ومهمة بالغة الأهمية، تهدف إلى تأمين استمرار وجود قواتها العسكرية في الأراضي السورية، ولا سيما في قواعدها الحيوية في حميميم الجوية وطرطوس البحرية. تأتي هذه المفاوضات في وقت حرج يشهد تحولاً كبيراً في مجريات الصراع السوري، بعد أن بلغت قوات حكومة دمشق أبواب قاعدة حميميم، حيث تسعى لحماية نفسها من تقسيم محتمل يؤدي إلى زعزعة استقرار الوضع العسكري.
وذكرت وكالة "تاس" الروسية نقلاً عن مصدر مطلع، يوم الجمعة الموافق 27 ديسمبر، أن مفاوضات روسيا مع الحكومة المؤقتة تتناول تفاصيل دقيقة تتعلق بضمان عدم تأثير الأحداث العسكرية السابقة - التي أسفرت عن إنهاء حكم بشار الأسد - على الاتفاقيات الموقعة مع النظام السابق. وفي هذا السياق، أوضح المصدر أن حكومة دمشق لا تعتزم خرق تلك الاتفاقات خلال الفترة القريبة القادمة.
تسعى المحادثات الحالية لتحديد حجم القوة العسكرية الروسية المقرر تواجدها في القاعدتين، في ظل انعدام اليقين الناجم عن التطورات المحلية. تأتي هذه المفاوضات بعد يوم من سقوط النظام السابق، حيث بدأت روسيا فعلياً التواصل مع السلطات الجديدة في دمشق لضمان مصالحها الاستراتيجية.
وأشار رئيس لجنة الدفاع بمجلس "الدوما" الروسي، أندريه كارتابولوف، إلى أن أمن قواعد روسيا يعتمد على القوات المسلحة الروسية نفسها، محذراً من أن الفصائل المسلحة المعارضة التي أسقطت النظام ليست لديها خيارات سوى التعامل بحذر حيث يعرفون أنهم إن اقتربوا من القواعد الروسية، فإنهم سيواجهون ردوداً حاسمة.
من جانبه، أكد السكرتير الصحفي للكرملين، ديمتري بيسكوف، في 16 ديسمبر، أن هناك عدم وضوح حول قرارات نهائية بخصوص القواعد الروسية في سوريا، في ظل إشاعات عن إمكانية نقل بعض القوات إلى ليبيا. هذا وتشدد روسيا على أهمية الحفاظ على أمن قواعدها، خاصة بعد انهيار النظام السابق، حيث حصل تحولات مفاجئة تبعث على القلق من فقدان السيطرة على المرافق الهامة.
يُعَد "حميميم" قاعدة جوية استراتيجية تعود إلى 30 سبتمبر 2015 وفتحت أبوابها لدعم قوات النظام السوري في العمليات الجوية ضد مناطق المعارضة. بينما تمثل قاعدة "طرطوس" مركزاً بحرياً عسكرياً أُنشئ في السبعينيات وقد تم إعادة إحيائه وتطويره منذ بداية الألفية الثانية ضمن إطار العلاقات الروسية-السورية المتنامية.
عبر هذه المفاوضات، تسعى روسيا لتثبيت أقدامها في منطقة متقلبة يسودها عدم اليقين والتهديدات العسكرية، مما يبرز الدور الروسي كمكون رئيسي في إدارة مستقبل الصراع في سوريا.