أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في تصريحاته الأخيرة أهمية تفكيك المنظمات الإرهابية التي تنشط في الأراضي السورية، مشيراً بشكل خاص إلى تنظيم داعش وحزب العمال الكردستاني.

وصرح أردوغان أن تركيا لن تتردد في اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة للقضاء على هذه المنظمات إذا لم يتمكن المجتمع الدولي من القيام بذلك بنفسه.

وفي خطاب ألقاه خلال لقاء مع مسؤولي الحزب الحاكم، شدد أردوغان على أن مستقبل سوريا لا يتسع لمكانة لأي منظمة إرهابية، معبرًا عن التزام تركيا الثابت بوحدة الأراضي السورية كشرط أساسي لاستقرار المنطقة.

وأوضح أن هذا المبدأ يعتبر جليًا بالنسبة لتركيا، التي لن تتراجع عن موقفها تجاهه مهما كانت الظروف.

كما تطرق أردوغان إلى معاناة الأكراد جراء انتهاكات هذه المنظمات، مشيرًا إلى الظلم الكبير الذي تعرضوا له نتيجة ممارسات تمثل انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان، منها عمليات خطف الأطفال وزجهم في الحروب.

ودعا الرئيس التركي إلى ضرورة الاعتراف بحقوق جميع الأطراف في المنطقة، وليس فقط حقوق المنظمات الإرهابية، مشددًا على أهمية الاحترام المتبادل بين جميع المجتمعات.

في هذا السياق، يعد التحذير الذي أطلقه أردوغان مرسلاً لرسالة قوية إلى المجتمع الدولي بضرورة اتخاذ خطوات عاجلة للحيلولة دون انزلاق سوريا إلى مزيد من الفوضى، وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة من خلال التصدي لهذه المنظمات.

إن التصريحات تأتي في وقت حساس يتسم بتصاعد حالة من القلق حيال الصراعات المستمرة في الشرق الأوسط، مما يزيد من تعقيدات المشهد السياسي والأمني.

يظهر موقف تركيا، وفقًا لمراقبين، رغبة واضحة في تعزيز دورها كقوة مؤثرة في المنطقة، مع تأكيدها العزم على الحفاظ على أمنها القومي واستقرار جيرانها. واستعرض أردوغان خلال خطابه أيضًا الأبعاد الإنسانية للأزمة السورية، مشيراً إلى الحاجة الملحة لتوفير المساعدة للمدنيين الذين يعانون جراء النزاعات المستمرة. 

إن هذه التصريحات تأتي ضمن جهود الحكومة التركية لتحسين الأوضاع في المنطقة، ومواجهة التحديات الأمنية التي تكتنفها، وتعزيز الحوار بين الأطراف المختلفة من أجل تحقيق مصالح مشتركة تدعم الاستقرار في سوريا ودول الجوار.