وثائق سرية من سجن صيدنايا تكشف عن تورط النظام السوري في اغتيال رفيق الحريري
في تطور مثير يكشف عن عمق المأساة الإنسانية والمعاناة داخل السجون السورية، ظهرت وثائق سرية من سجن صيدنايا والتي تشتهر بلقب "السجن الأحمر"، لتسلط الضوء على تفاصيل جديدة تتعلق بأوضاع المعتقلين وأحكامهم التعسفية، بالإضافة إلى تواطؤ النظام السوري في أحداث سياسية بارزة، منها اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري. تعتبر هذه الوثائق بمثابة صرخة من الأقارب وعائلات المعتقلين الذين يسعون جاهدين للحصول على معلومات دقيقة حول مصير ذويهم الذين اختفوا في زنازين النظام السرية.
تشير المعلومات التي تم الكشف عنها إلى أن سجن صيدنايا، الذي يتكون من 18 جناحًا، يمثل رمزًا للمعاناة والموت بين السوريين. وبخاصة أن جناح "السجن الأحمر" يُعرف بأنه "سجن الموت" حيث تتعرض حياة المعتقلين للخطر. وتظهر السجلات أن هذا المكان يعج بانتهاكات حقوق الإنسان، حيث تُمارس عمليات التعذيب بشكل ممنهج، وتصدر أحكام الإعدام بصورة تعسفية من قبل المحاكم العسكرية التي تفتقر إلى الرقابة المستقلة.
وثائق السجن تحمل اسم رفيق الحريري، مما يطرح تساؤلات جدية حول تورط السلطات السورية في اغتياله. هناك دلائل تشير إلى أن الشخصيات السياسية كان لها دور في تحديد مصير المعتقلين، حيث يتأثر ضباط الأمن بنفوذهم وعلاقاتهم الوثيقة بالسلطات. هذا الأمر يبدو واضحاً في القوائم الطويلة من المعتقلين الذين تم إعدامهم، والتي تحوي أسماء أُناس بارزين، مما يدعم الرواية حول تنفيذ عمليات إعدام سياسية.
الأمر الأكثر إثارة للدهشة هو كيفية ارتباط اغتيال اللواء غازي كنعان، الذي أسهمت وفاته في خلق ضبابية حول معلومات قد تتعلق بتورط النظام في اغتيال الحريري. الانتهاكات المستمرة داخل سجن صيدنايا وتلاعبات الوثائق تكشف عن هيكلية النظام القمعي، في ظل غياب العدالة وافتقاد القانون.
تضاف هذه الوثائق إلى صورة أكبر من تاريح الصراع السياسي في المنطقة، حيث تعكس تأثير الممارسات السياسية على الأحداث التاريخية. إن استمرار التحقيقات حول اغتيالات الشخصيات السياسية يعد أمرًا بالغ الأهمية للتاريخ وللعدالة، بينما تسلّط هذه الوثائق الضوء على الحاجة الملحة لفهم الحقائق المخفية وما يتعرض له آلاف المعتقلين في سجون النظام السوري.