لن نرصد انخراط "هيئة تحرير الشام" في أنشطة إرهابية
في حوار تفصيلي مع قناة "فرانس 24" الفرنسية، أبدى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان رأيًا واضحًا بشأن الدور الذي تلعبه "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً) في الساحة السورية، مؤكدًا عدم رصد أي أنشطة إرهابية لهذه الهيئة خلال السنوات العشر الماضية. وأشار فيدان إلى أن هذا التقييم لا يخص تركيا فقط، بل يتضمن أيضًا نتائج أجهزة الاستخبارات الغربية.
وفي زمن تتغير فيه الأوضاع في سوريا، قال فيدان إن إدراج "هيئة تحرير الشام" على قوائم الإرهاب مرتبط بقرارات الأمم المتحدة، مضيفًا أنه مع وجود وضع مختلف الآن، يبدو أن هناك تعارضًا بين البعد القانوني والواقع. وأوضح أن الهيئة أظهرت تعاونًا جيدًا مع تركيا بشكل خاص في تبادل المعلومات الاستخباراتية المتعلقة بمكافحة داعش، وهو تعاون وصفه بالمهم جدًا في هذه الأوقات.
كما أظهر الوزير تفاؤله بشأن عودة اللاجئين السوريين، مؤكدًا أن بلاده تعمل على خلق بيئة آمنة تتيح العودة الطوعية والمستدامة. كما أكد فيدان أن عودة اللاجئين يجب أن تتم بشكل آمن وكريم، ولا يمكن إجبارهم على العودة.
فيما يتعلق بتنظيم "واي بي جي" (YPG) الذي يُعتبر فرعًا لمنظمة "بي كا كا" (PKK) في سوريا، أكد فيدان على ضرورة تفكيكه، مشيرًا إلى أن هناك إدارة جديدة في سوريا يجب أن تتعامل مع هذه القضية. وأعرب عن قلق تركيا من وجود تهديدات قد تطال حدودها، مؤكدًا أنه لا تود رؤية أي تهديد، لا الآن ولا في المستقبل.
في سياق متصل، أشار الوزير إلى وجود تفاؤل بشأن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، ولكنه أبدى عدم اليقين حيال ما إذا كان هذا التفاؤل يعكس واقعًا ملموسًا. وأكد فيدان نيته زيارة دمشق للقاء المسؤولين في الإدارة السورية الجديدة، معربًا عن أهمية هذه الزيارة في ظل التغيرات الجارية في المنطقة.
وفي ردٍ على تصريح الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب حول دور تركيا في تغيير النظام في سوريا، أشار فيدان إلى أن هذا الوصف لم يكن بهدف الإساءة، بل جاء للإشادة بالتطورات التاريخية التي شهدتها البلاد.
بالإضافة إلى ذلك، تحدث فيدان عن الوجود الروسي والإيراني في سوريا، مؤكدًا أن الرئيس الروسي بوتين قد يجري حساباته النهائية بشأن الاستمرار في سوريا. وأوضح أن هناك واقعًا جديدًا يتطلب من الإدارة السورية الجديدة معالجة القضايا بشكل يحفظ وحدة الأراضي السورية وسيادتها.
في الختام، شدد فيدان على أهمية التعاون المستمر مع الإدارة السورية الجديدة لمعالجة قضايا الأمن والحد من التهديدات ضد تركيا، مؤكدًا على أن بلاده لن تتردد في اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية أمنها القومي.