في زيارة مفاجئة شهدتها العاصمة التركية أنقرة، التقى أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حيث تناولت المباحثات سبل التعاون الدولي لدعم سيادة سوريا وتعزيز جهود إعادة إعمارها. تأتي هذه الزيارة في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، التي تتسم بتوجه مشترك نحو معالجة القضايا الإقليمية المهمة، ولا سيما ما يتعلق بالأزمة السورية.

خلال الاجتماع، أكد الرئيس أردوغان على أهمية تضافر الجهود الدولية للحفاظ على وحدة الأراضي السورية ومكافحة التهديدات التي تمثلها التنظيمات الإرهابية. وأشار إلى أن تركيا تعتبر نفسها الدولة الوحيدة ضمن حلف شمال الأطلسي التي تتبنى سياسة مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية، مما يعكس رسالتها الثابتة في محاربة هذه الظاهرة الخطيرة.

وفي سياق متصل، أشار الرئيس التركي إلى الدور الحيوي الذي يلعبه الاتحاد الأوروبي في تقديم الدعم للمناطق المتضررة من الحرب في سوريا. فقد ساهم الاتحاد الأوروبي، على مدى السنوات الماضية، بمساعدات وصلت إلى 33 مليار يورو، وهو ما يعكس التزامه المستمر بالقضية السورية وحرصه على تحقيق الاستقرار في المنطقة.

وتعكس هذه الخطوات، من خلال الزيارة القطرية والتصريحات التركية، رؤية مشتركة لدعم الأمن والاستقرار في سوريا، وتعبر عن التزام الدولتين بمكافحة الإرهاب وتوفير الاحتياجات الإنسانية الضرورية للمواطنين السوريين. كما تسلط الضوء على أهمية التعاون الدولي في مجالات الإعمار والتنمية، خاصة في ظل التحديات المستمرة التي تواجهها المنطقة.

هذه الزيارة تأتي في وقت حاسم، حيث هناك حاجة ملحة لتقديم الدعم اللازمة لإعادة إعمار سوريا وتحسين ظروف الحياة للسكان المتأثرين بالنزاع. ويأمل المجتمع الدولي، عبر هذه المبادرات، في تحقيق حلول مستدامة تعزز السلام والأمن في المنطقة.