اكتشاف مقابر جماعية في سوريا يفضح انتهاكات حقوق الإنسان
في تطور مأساوي يسلط الضوء على الفظائع التي شهدتها سوريا على مدى العقد الماضي، تم الكشف عن مقابر جماعية تحتوي على جثث لمواطنين سوريين دفنوا في ظروف مأساوية منذ عام 2013.
وقد وثق موفد قناة العربية خلال تقريره الأثر البشع لهذه الاكتشافات على الأسر التي فقدت ذويها، مشيرًا إلى المعاناة العميقة التي يعيشها الأهالي جراء فقدان أحبائهم في ظروف غير واضحة.
تتحدث المنظمات الحقوقية عن وجود هذه المقابر منذ فترة طويلة، مستندةً إلى استخدام تقنيات متقدمة مثل الأقمار الصناعية لرصد مواقعها. هذه الجهود تمثل جزءاً من عملية توثيق انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتُكبت في سوريا، حيث أكدت منظمة سورية للطوارئ على وجود مقبرة جماعية في منطقة القطيفة بريف دمشق، تحتوي على أكثر من 100 جثة، مما يعكس حجم المأساة الإنسانية المستمرة.
ويظهر التقرير مشاهد مؤلمة من دفن أعداد كبيرة من الجثث، حيث يُعتقد أن العدد الإجمالي للمفقودين يعكس كارثة إنسانية تصل إلى 200,000 شخص. وقد دعا المجتمع الدولي والخبراء إلى الحاجة الملحة لاستخراج الجثث وتحديد هويات الضحايا من خلال عينات الحمض النووي، مشددين على ضرورة الحفاظ على هذه المواقع كجزء من تاريخ البلاد.
وتواصل المنظمات المعنية بالسلم الأهلي ونزع السلاح مناشدتها للمجتمع الدولي للتدخل، على الرغم من الأعداد المرعبة التي تُشير إليها الشهادات والتي قد تكون أقل بكثير من الأعداد الحقيقية التي تُظهر حجم الإبادة الجماعية التي تعرض لها السوريون. فقد أظهر مقطع فيديو نشرته منظمة سورية للطوارئ كيف أن إحصائيات الجثث المدفونة قد تتجاوز حتى 200,000، مما يثقل من أهمية تحتاجها المنطقة.
تعكس الظروف التي دفن فيها الضحايا أغراض الإعدام الجماعي، حيث كان العديد منهم معتقلين في سجون ومراكز احتجاز. وقد أظهرت الشهادات أن الجثث كانت تحمل علامات التعذيب، مما يشير إلى معاناة كبيرة تعرض لها هؤلاء المعتقلون قبل وفاتهم.
ومع تصاعد الوضع الإنساني في سوريا، تُعدّ عائلات الضحايا في حالة من التشتت والتشتت القاسي، حيث تظل بلا معلومات حول مصير أحبائها. تشير الإحصاءات إلى أن عدد المفقودين في البلاد يقترب من نصف مليون شخص، مما يجعل عملية التعرف على هوياتهم شبه مستحيلة.
في ختام هذا التقرير، يجدد المتحدث دعوته للحفاظ على هذه المواقع وتوثيقها، محذراً من أن تجاهل هذه الفظائع لن يؤدي إلا إلى تفاقم الأزمة الإنسانية التي يعيشها الشعب السوري. فالوضع داخل سوريا يمثل كارثة إنسانية مستمرة تتطلب تحركاً عاجلاً من الجهات الدولية كافة من أجل توفير المساعدة اللازمة وتحديد مصير المفقودين.