كوسا: مصلحة الشعب يجب أن تتصدر الأولويات بعيداً عن الولاءات السياسية
أكد الفنان السوري البارز بسام كوسا، في حديث خاص على قناة العربية، تمسكه العميق بالعيش في سوريا، مشيراً إلى أنه لن يغادر بلاده إلا في حالة تقسيمها. وأبرز كوسا أهمية وجود صوت ثالث في الأزمات السياسية، مشدداً على ضرورة التعبير عن الآراء المختلفة بعيداً عن الضغوطات والتصنيفات السياسية التي عانى منها الفنانون خلال السنوات الماضية.
وسلط كوسا الضوء على تأثير الأزمات المتتالية التي مرت بها سوريا على المجتمع الفني، حيث اعتبر أن هذه الظروف أدت إلى تصنيف الفنانين بطريقة غير عادلة أثرت على تفكيرهم وعلاقتهم بالمجتمع. وقد دعا إلى ضرورة وجود صوت ثالث يعبر عن هموم وآمال الشعب، مشيراً إلى أن الصوت المعارض كان ضعيفاً ولم يستطع التأثير بشكل كبير في الأوضاع الصعبة التي تمر بها البلاد.
كما عرج كوسا على فكرة الحرب وصراعاتها، مشيراً إلى أن الصراعات الاقتصادية والسياسية ساهمت في تعميق الأزمات التاريخية التي تعيشها البلاد. وعبّر عن أسفه الكبير لما تعرض له السوريون من معاناة، مقدماً اعتذاره للضحايا وأسرهم، مشدداً على أن كل ضحية كانت تمثل شاباً سورياً ذو طاقات كبيرة كانت تحتاج إلى دعم ورعاية.
في إطار حديثه، تطرق كوسا إلى التوترات السياسية التي تشهدها المنطقة، مؤكداً أن السيطرة على المنطقة المرتبطة بثلاث قارات تعتبر أمرًا حيويًا لأي حضارة تسعى للتأثير الاقتصادي العالمي. ودعا إلى وضع مصلحة الشعب في الصدارة، بعيداً عن الولاءات السياسية والانتماءات الحزبية التي قد تؤدي إلى تفكك المجتمعات.
وبخصوص تجاوزه العروض والوظائف المقدمة له، أوضح كوسا أنه يصر على عدم قبول أي دعم من النظام، مشدداً على أهمية الاستقلالية في قراراته ورفضه للضغوطات التي قد تؤثر على رؤيته الفنية.
وأكد أن العسكرة وتأثيراتها على المجتمع كانت كارثية، موضحًا ضرورة الحفاظ على مؤسسات القضاء والتعليم باعتبارها أساس بناء مجتمع قوي ومستقل. وأعرب عن مخاوفه من تأثير الأحداث الحالية على الحريات في الفن والثقافة، مما يثير قلقاً بشأن مستقبل المشهد الثقافي في سوريا.
في ختام حديثه، شدد كوسا على ضرورة التخلص من الرغبة الجامحة في السلطة التي كانت السبب وراء تدمير المجتمعات العربية، مطالباً بالتفاهم بين الأطراف المختلفة لتفادي الانقسامات المؤلمة التي يمكن أن تؤدي إلى صراعات أعمق.