أول تصريح للرئيس الهارب بشار الأسد: "لن أتخلى عن وطني وشعبي في مواجهة الإرهاب
في أول تصريح رسمي له منذ الأحداث الأخيرة التي شهدتها العاصمة السورية دمشق، والتي تمثل نقطة تحول تاريخية في الثورة السورية المستمرة منذ أكثر من أربعة عشر عامًا، خرج الرئيس المخلوع بشار الأسد ليؤكد التزامه الثابت بمواجهة الإرهاب وعدم التخلي عن شعبه. إذ جاءت هذه التصريحات لتضع حدًّا للشائعات والروايات المتنوعة حول مصيره ومكانه بعد تمدد الإرهاب في سورية والوصول إلى قلب العاصمة.
أشار الأسد، في بيان مقتضب، إلى أن الأحداث الأخيرة كانت تتطلب خروجاً للحقائق، وخصوصاً في ظل انقطاع التواصل الذي فرضته الظروف الأمنية الصعبة. وأوضح أنه لم يغادر سورية بشكل متعمد كما أشيع، بل ظل متواجداً في دمشق لمتابعة مسؤولياته حتى الساعات الأولى من صباح يوم الأحد 8 كانون الأول 2024. وحول عملية انتقاله إلى اللاذقية، أكد أنه جاء بتنسيق مع الأصدقاء الروس لمتابعة الأعمال القتالية من قاعدة حميميم.
وكشف الأسد عن أن القوات قد انسحبت من خطوط القتال لتسقط آخر مواضع الجيش، مؤكدًا أنه طلب الإخلاء الفوري إلى روسيا عندما تفاقمت الأوضاع العسكرية. كما بث رسائل قوية حول موقفه من فكرة التنحي أو اللجوء، مشددًا على أنه لم يكن هناك أي خيار آخر مطروح سوى الاستمرار في القتال دفاعًا عن سورية.
وفي سياق، أكد المخلوع أنه كان دائماً يرفض مقايضة خلاص وطنه بخلاص شخصي، مضيفًا أنه لم يتخلَ عن جيشه وقواته التي وقفت معه في أصعب الظروف، مشيرًا إلى صموده الطويل على الجبهات المختلفة. وأوضح أنه لم يكن يسعى يومًا للمناصب الشخصية، بل كان يعتبر نفسه خادمًا لمشروع وطني يستمد قوته من شعبه.
أخيرًا، عبّر الأسد عن أمله العميق في استعادة سورية حريتها واستقلالها، مؤكدًا أن انتمائه الوطني سيظل ثابتًا لا يتغير بغض النظر عن الظروف أو المناصب. لتكون هذه الكلمات جرس إنذار للتحديات المقبلة، ولتؤكد على ضرورة الاتحاد في مواجهة الإرهاب والعودة إلى السلام والاستقرار.
واختتم الأسد بيانه بدعوة السوريين إلى الصمود والأمل في إعادة بناء وطنهم، مشددًا على أن الإرادة الشعبية هي القادرة على إنقاذ سورية من براثن الإرهاب.