وصل المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، جير بيدرسن، إلى العاصمة دمشق في وقتٍ يعتبره الكثيرون لحظات حرجة للبلاد، حيث تراجع الأمل في تحقيق تقدم ملموس في العملية السياسية.

وخلال زيارته، أكد بيدرسن أن نظام الأسد قد أعرب عن رفضه القاطع للمناقشات السياسية، مما يعقد جهود المجتمع الدولي الرامية إلى إيجاد حل للأزمة السورية المستمرة منذ أكثر من عقد.

وأشار بيدرسن إلى أن التغيرات الأخيرة في المشهد السياسي السوري أثارت دهشة عدد من القوى الإقليمية والدولية، لا سيما الإيرانيين والروس الذين كان لديهم توقعات مختلفة بشأن استمرار نظام الأسد. هذه التصريحات تدل على أن الصراعات الإقليمية والدولية قد تزامنت مع التغيرات الداخلية، مما يزيد من تعقيد الوضع العام في البلاد.

وأكد المبعوث الأممي على ضرورة أن تكون عملية الانتقال السياسي في سوريا بقيادة سورية بالكامل، مما يعكس أهمية احترام الإرادة الشعبية والتوجه نحو حوار شامل يجمع جميع الأطراف. وفي هذا السياق، أعلن بيدرسن عن عزمه على إجراء محادثات مع كافة الأطراف السورية، بما في ذلك جماعة تحرير الشام، مما يعكس جهوده الرامية إلى توسيع نطاق الحوار السياسي وخلق مساحة للتفاهم بين أطراف النزاع المختلفة.

تأتي زيارة بيدرسن في وقت حرج، حيث تتصاعد التوترات الداخلية وتستمر المعاناة الإنسانية في البلاد، مما يجدد التساؤلات حول مصير البلاد ومستقبلها السياسي. وفي ضوء التعقيدات الراهنة، يبقى المستقبل السياسي لسوريا غامضًا، ويتطلب جهوداً موجهة ومشتركة لتعزيز السلام والاستقرار في المنطقة.