كيف تؤثر الاعتداءات الإسرائيلية على الأمن السوري؟
استغلت إسرائيل هذه الظروف لتعزيز سلطتها من خلال تنفيذ اعتداءات متكررة على الأراضي السورية.
تشير التقارير إلى أن إسرائيل قامت بأكثر من 450 غارة على الأراضي السورية، مما أدى إلى تأثير كبير على جميع جوانب الحياة اليومية في البلاد، وخصوصًا في المناطق التي تعاني من فوضى سلاح الفصائل المسلحة.
تسعى إسرائيل، من خلال هذه الهجمات، إلى تأمين محيطها الإقليمي بإضعاف النظام السوري وتقليل قدراته العسكرية. حيث تأتي هذه الاستراتيجية ضمن إطار تشتيت الفصائل المسلحة، لاسيما حماس وحزب الله، التي تكتسب قوتها من الأوضاع الراهنة. ومع استمرار التحركات العسكرية لبعض هذه الفصائل في سوريا، تشير الأوضاع أيضًا إلى وجود تفاهمات جديدة مع إدارة العمليات العسكرية، مما يجعلها تلعب دوراً محورياً في الصراع المستمر.
الوضع الأمني في سوريا يعاني من فوضى كبيرة نتيجة احتفاظ الفصائل المسلحة بأسلحتها، مما يؤخر عملية توحيد السلاح وبناء جيش وطني قادر على تحقيق الاستقرار. إذ يستمر وجود سلطات مسلحة متعددة، مما يسهم في تفاقم الأزمات الأمنية. وعلى الرغم من وجود نداءات لتوقيع اتفاقيات دفاع مشتركة مع دول أخرى، تظل الفصائل مصنفة كمنظمات إرهابية دولياً، مما يعوق أي دعم عسكري لها ويسلط الضوء على التحديات التي تواجه عملية بناء الأمن.
على صعيد آخر، يبدو أن الشعب السوري يسعى نحو بناء دولة ديمقراطية تراعي كافة مكوناته، دون فرض أي جماعة عليه. بعد أكثر من 14 عامًا من الصراع والمعاناة، يطالب السوريون باستقرار يسمح لهم بإعادة بناء بلادهم وتحقيق مستقبل أفضل. في هذا السياق، تعتبر تركيا من الحلفاء الأقرب لسوريا المستقبلية، إذ تربطهما حدود طويلة، مما يجعل التعاون بين البلدين ضرورة لاستقرار المنطقة.
تظهر إرادة الشعب السوري بوضوح في رفض الإسلام السياسي والرغبته في نظام حكم ديمقراطي يختارونه بأنفسهم. وقد آلت هذه الرغبة لتصبح مكونًا أساسيًا في حلم السوريين بالعيش في بيئة آمنة ومستقرة. تُعتبر الفترة الحالية حقبة تحتاج إلى استقرار لتحقيق هذا الحلم، إذ إن الوصول إليه يمثل خطوة ضرورية نحو مستقبل سياسي واجتماعي أفضل.
بينما تظل الظروف الأمنية والسياسية غير مستقرة، تبقى الحاجة ملحة لتوحيد الفصائل المسلحة وضمان شراكات مع دول داعمة لتحقيق الأمن الداخلي في سوريا، مما يمهد الطريق لمستقبل مشرق.