تركيا تُعيد فتح سفارتها في دمشق بعد سنوات من الإغلاق وتحذر إسرائيل من استفزازاتها في الجولان
أعلن وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، عن إعادة فتح السفارة التركية في العاصمة السورية دمشق اعتبارًا من اليوم السبت، بعد أن كانت مغلقة منذ مارس/آذار 2012، وذلك عقب اندلاع الثورة السورية ودعوات الحكومة التركية آنذاك لاستقالة الرئيس السوري السابق بشار الأسد.
وفي تصريح خاص لقناة "إن تي في" التركية، أوضح فيدان أن فريق العمل، بما في ذلك القائم بالأعمال الجديد، السفير برهان كور أوغلو، الذي تم تعيينه في وقت سابق من هذا الأسبوع، قد غادروا إلى دمشق تمهيدًا لاستئناف الأنشطة الدبلوماسية. ولفت وزير الخارجية إلى أن السفارة ستستأنف عملها بشكل رسمي غدًا السبت.
وأشار فيدان إلى الاستراتيجية الإسرائيلية بشأن توسيع الاحتلال في مرتفعات الجولان، محذرًا من خطورة تلك الاستفزازات وما قد ينتج عنها من تصعيد غير مطلوب في المنطقة. وأضاف أن أنقرة قد أبلغت تل أبيب بضرورة الكف عن تلك الأعمال، مشددًا على أن الأمور قد تتعقد إذا استمرت إسرائيل في استراتيجيتها الحالية.
خلال المقابلة، تساءل فيدان عن الأيام التي شهدت انهيار حكم الأسد في سوريا، مشيدًا بالشجاعة التي أظهرها الثوار السوريون خلال تلك الفترة. وأكد أن تركيا بذلت جهودًا لضمان انتهاء النزاع بمفاوضات مع كل من روسيا وإيران، معتبرًا أن هذا الأمر كان حيويًا لتجنيب الشعب السوري المزيد من إراقة الدماء.
وفي تعليق على الوضع الداخلي في سوريا، ذكر فيدان أن الحكومة السورية الجديدة هي حكومة وطنية لا تعترف بالمجموعات الكردية أو أية قوى غير وطنية، مشيرًا إلى أن البلاد ستعمل على استعادة سيادتها ووحدة أراضيها. كما أبدى ثقته في قدرة سوريا وشعبها على توفير الظروف الملائمة لعودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم.
كما سلط الوزير الضوء على النجاحات التي حققتها هيئة تحرير الشام في إدارة شؤون 5 ملايين سوري في إدلب، من خلال توفير الخدمات الأساسية والتعليم والنقل.
بهذه الخطوة، تأمل أنقرة في إحياء علاقاتها مع دمشق بعد سنوات من التوتر، في وقت يشهد فيه الملف السوري تحولات جديدة، فيما تكثف الدول الإقليمية جهودها لدعم الأمن والاستقرار في المنطقة.