خطة ألمانية من ثماني نقاط لدعم الحل السياسي وإعادة الإعمار في سوريا
في تحرك سياسي بارز نحو تحقيق الاستقرار في سوريا، أعلن المبعوث الألماني الخاص إلى سوريا، ستيفان شنيك، عن خطة شاملة تتكون من ثماني نقاط تهدف إلى دعم عملية الانتقال السلمي وإعادة الإعمار في البلاد. خلال مؤتمر صحفي عُقد في العاصمة الألمانية برلين، أكد شنيك على رؤيته لسوريا كدولة حرة وديمقراطية، منوهاً بأهمية الحل السياسي الشامل في ظل التحديات المتعددة التي يواجهها الشعب السوري.
تتمحور النقاط الثماني حول عدة جوانب جوهرية تتعلق بالتحول السياسي والمجتمعي في سوريا، حيث تتضمن الخطة: أولاً، دعا شنيك إلى ضرورة إجراء انتقال سلمي للسلطة من خلال حوار شامل يجمع جميع الأطراف، مما يتيح تمثيل جميع الفئات السورية. ثانياً، أكد على أهمية دمج الميليشيات ضمن جيش وطني موحد لضمان استقرار البلاد وأمنها.
وعلى صعيد الانتخابات، أشار المبعوث إلى ضرورة إجراء انتخابات حرة تحت إشراف الأمم المتحدة، مما يعكس إرادة الشعب السوري. كما شملت الخطة النقطة الرابعة التي تدعو إلى رفع العقوبات المفروضة على سوريا لدعم المساعدات الإنسانية والتعافي المبكر، حيث يعتبر ذلك خطوة أساسية لتحسين الظروف المعيشية للسوريين.
من جهة أخرى، تسلط الخطة الضوء على أهمية تعزيز العدالة الانتقالية ومواصلة التحقيقات في استخدام الأسلحة الكيميائية، لضمان محاسبة المتورطين في الهجمات الوحشية ضد الشعب السوري. وأخيراً، تناولت الخطة ضرورة إعادة تأسيس الوجود الدبلوماسي الألماني في سوريا، كجزء من جهود تعزيز التواجد الأوروبي والدولي في البلاد.
وفي سياق متصل، أفاد مسؤول أوروبي رفيع المستوى لوكالة "الأناضول" التركية بأن عدة دول من الاتحاد الأوروبي تستعد لإعادة فتح سفاراتها في دمشق، كخطوة تعكس اهتمام الاتحاد بمراقبة التطورات السياسية في سوريا بعد احتمالية سقوط نظام بشار الأسد. وأكد المسؤول على التزام الكتلة الأوروبية بمبادئ الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، ودعم جهود تشكيل حكومة شاملة تشمل جميع الأطياف، الأمر الذي يعكس دعم الشراكة الأوروبية في مستقبل سوريا.
من جانبه، أعرب ممثل الاتحاد الأوروبي في سوريا، ميخائيل أونماخت، عن اعتقاده بأن سقوط نظام بشار الأسد يمثل نقطة تحوّل فارقة في تاريخ الشعب السوري، الذي عاش تحت وطأة القمع لعقود طويلة. وشدد أونماخت على ضرورة إنجاز حوار شامل يضم جميع الأطراف لبناء مستقبل يحقق تطلعات المجتمع السوري بجميع مكوناته.
إن هذه التحركات والنوايا الطموحة من قبل ألمانيا ودول الاتحاد الأوروبي تأتي في وقت تحتاج فيه سوريا أكثر من أي وقت مضى إلى دعم دولي فعال، يشمل إعادة الإعمار وتحسين الظروف الإنسانية، مما يُعزز أمل الشعب السوري في تحقيق السلام والاستقرار المنشود.