تنظيم "الدولة الإسلامية" يشن هجومين مزدوجين على خطوط الغاز في شرقي سوريا
في تصعيدٍ جديد للأوضاع الأمنية في شرقي سوريا، أعلن تنظيم "الدولة الإسلامية" عن تنفيذ مقاتليه هجومين مزدوجين استهدفا خطوط نقل الغاز، مما أسفر عن مقتل وإصابة عشرة عناصر من "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد). حيث تُعتبر هذه الهجمات دليلاً واضحًا على استمرار نشاط التنظيم رغم الضغوطات العسكرية المتزايدة ضدّه.
وقالت وكالة "أعماق"، الذراع الإعلامي الرسمي لتنظيم "الدولة"، في بيانٍ لها يوم السبت، 23 من تشرين الثاني، إن الهجومين المتزامنين استهدفا في الأساس خطوط الغاز الحيوية في المنطقة. وأوضحت الوكالة أن أحد الهجومين تمثل في تفجير عبوة ناسفة بسيارة نقل كانت تحمل عناصر من "قسد" في قرية معيزيلة، الواقعة شمالي دير الزور، الأمر الذي ساهم في تدمير السيارة ومقتل وإصابة عدد من العناصر المتواجدين على متنها.
وفي سياق متصل، أفادت "أعماق" أن الهجوم الثاني تمثل في استهداف أحد الخطوط المغذية لمعامل الغاز في جنوبي محافظة الحسكة. حيث قام مقاتلو التنظيم بتفخيخ وتفجير أنبوب نقل الغاز القريب من قرية الشمساني التابعة لناحية مركدة، مما أدى إلى انفجار العَصَب ووقوع أضرار جسيمة فيه.
على الرغم من إعلان التنظيم عن تلك الهجمات، لم تصدر "قسد" أو ما يُعرف بـ "الإدارة الذاتية" أي بيانات رسمية تجاه تلك الأحداث، ولكنها سبق وأن نعت عناصر من قواتها الذين لقوا حتفهم في حوادث متفرقة بمناطق سيطرتها. حيث قالت "قسد" عبر موقعها الرسمي إنه تم تسجيل مقتل أربعة عناصر من قواتها في مناطق دير الزور والحسكة وحلب، نتيجة لتلك الحوادث.
يُذكر أن "قسد" وتنظيم "الدولة الإسلامية" يتبادلان العمليات الأمنية والاستهدافات بانتظام في شرقي سوريا. حيث تعتمد القوات المشاركة في التحالف الدولي على تنفيذ عمليات أمنية تستهدف خلايا التنظيم المتخفية في مناطق سيطرتها، بينما يستخدم التنظيم الكمائن والعبوات الناسفة كوسيلة لاستهداف عناصر "قسد".
وفي إطار جهود التحالف الدولي لمكافحة تنظيم "الدولة"، أشار آلان ماتني، المنسق بوزارة الدفاع الأمريكية، في 11 من تشرين الأول الماضي، إلى أن التنظيم لم يعد يحكم الأراضي، لكن الأيديولوجيا التي يتبناها ما تزال قائمة، مؤكداً على الحاجة المستمرة للتحالف لمواجهة التهديدات المتجددة.
ومما يلفت الانتباه، أن نشاط التنظيم قد انخفض تدريجياً في شرقي سوريا خلال الأشهر الأخيرة، بعد أن شهد زيادة ملحوظة خلال الفترة بداية العام. فقد أشار التنظيم في 23 من آب الماضي إلى إحصائية تُظهر أنه نفذ أربع عمليات فقط في سوريا في الفترة الأخيرة، مقارنةً بما يتجاوز 30 عملية في الأسبوع الواحد في الأشهر الخمسة الأولى من العام.
تُظهر تلك التطورات المتسارعة في الصراع السوري، الفوضى المستمرة والتحديات الأمنية الكبيرة التي تواجهها المنطقة، مع استمرار تنظيم "الدولة الإسلامية" في تنفيذ هجمات تهدف إلى زعزعة الاستقرار وتعزيز وجوده في المناطق التي كانت قد شهدت تراجعًا ملحوظًا لنفوذه.