تزايد حوادث العنف في درعا
شهدت محافظة درعا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية سلسلة من الحوادث الأمنية المقلقة، والتي أسفرت عن مقتل وإصابة أربعة أشخاص، مما يعكس تدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية في المنطقة. وفقاً لمصادر محلية، عُثر على جثة الشاب يوسف فوزي أبو راس بين بلدتي اليادودة وتل شهاب في ريف درعا الغربي، بعد أكثر من شهر ونصف من اختطافه. يُذكر أن أبو راس، الذي كان يعمل في الزراعة، اختُطف في منتصف الشهر الماضي على يد مسلحين مجهولين أثناء توجهه إلى عمله، حيث تم نقله إلى جهة غير معروفة ولم يُعثر عليه حتى الآن.
وفي حادثٍ آخر، توفي الشاب أحمد عبد المولى النصيرات متأثراً بجروحه بعد تعرضه لإطلاق نار من قبل مجهولين في بلدة إبطع بريف درعا الأوسط، علماً أنه نجا في السابق من محاولتي اغتيال سابقتين. هذا بالإضافة إلى إصابة الشاب نور الصفدي بجروح بالغة نتيجة إطلاق نار من قبل مجهولين في مدينة نوى غربي درعا، كما أصيب الطفل محمد بلال فاعور الخطيب جراء إطلاق نار عشوائي بعد أن قام مسلحون بسلب دراجة نارية لأحد الأشخاص في مدينة إنخل بالريف الشمالي.
تُعتبر هذه الحوادث جزءًا من ظاهرة الفلتان الأمني المتزايد التي تشهدها درعا منذ سيطرة قوات النظام السوري على المحافظة في عام 2018، بموجب اتفاق "تسوية" رعته روسيا. وقد تعاظمت الحوادث المقلقة من قتل واغتيالات واعتقالات تعسفية بشكل غير مسبوق، مما جعل حياة السكان في منطقة درعا أكثر قسوة وصعوبة.
كما تكشف التقارير المحلية عن تفشي الفساد واستغلال النفوذ من قبل الفروع الأمنية، حيث تُفرض الإتاوات على المدنيين، مما يزيد من الأعباء المعيشية على سكان المنطقة. ولقد أضحت درعا، التي كانت تُعتبر رمزاً للثورة، منطقة غير مستقرة وخطرة، مما يؤثر سلبًا على الحياة اليومية للسكان ويعمق من أزماتهم الإنسانية.
إن الظروف الراهنة في درعا تتطلب اهتماماً دولياً واسعاً، في ظل الأزمات المتراكمة وتدهور الأوضاع الإنسانية، حيث باتت الحاجة ملحة لحل شامل يضمن الأمن والاستقرار ويتيح للسكان العيش بكرامة بعيدًا عن الخوف والاضطهاد.