مأساة المهاجرين السوريين إلى أوروبا: معاناة سجون تسيطر عليها الميليشيات الليبية
أفاد "تجمع أحرار حوران" أن المهاجرين السوريين، الذين يحاولون عبور البحر الأبيض المتوسط نحو أوروبا عبر الأراضي الليبية، يواجهون ظروفًا مأساوية تُعبر عن عذابهم ومعاناتهم. تبدأ هذه الرحلة القاسية منذ لحظة وصولهم إلى ليبيا، حيث يتم احتجازهم في مخازن مكتظة تفتقر لأبسط مقومات الحياة الأساسية.
وتحدث أحد أبناء محافظة درعا، والذي عاش تجربة مؤلمة خلال رحلته، عن احتجازه في مكان ضيق ومكتظ يتسم بظروف كارثية، حيث يفتقر إلى الطعام والماء والراحة. ورغم المآسي التي عاشها، حاول المهاجر العودة إلى أمل العبور إلى أوروبا بعد مرور شهرين من الاحتجاز ولكن كان مصيره العودة إلى سجن بئر الغنم. هذا السجن، الذي يُعرف بسوء معاملته، كانت الإدارة فيه بيد ميليشيات مسلحة تمارس بحق المحتجزين كل أشكال التعذيب النفسي والبدني، مما زاد من معاناتهم اليومية وعمق من جراحهم.
يركز التقرير الصادر عن "تجمع أحرار حوران" على أن أكثر من 100 شخص من أبناء درعا قد اختفوا في سياق هذه الرحلة القاسية، بينهم أطفال ونساء، دون أن يصل أي خبر عنهم أو تواصل من أي جهة تطالب بفدية منذ لحظة اختفائهم. هذا الواقع المأساوي يُشير إلى حجم المخاطر التي تواجهها الأسر المهاجرة من سوريا، حيث يُجبرون على تحمل أوزار السيطرة العسكرية وعدم الاستقرار، تدفعهم الظروف الاقتصادية والاجتماعية القاسية لمحاولة البحث عن حياة جديدة.
وفي ظل هذه الظروف، يُسجل عدد المهاجرين بنحو متزايد، مع تزايد استغاثاتهم من أجل إنهاء هذه المعاناة المريرة. ويعكس هذا الوضع فعلًا مأساويًا يستدعي تدخل المنظمات الإنسانية والجهات المختصة لتوفير الحماية والدعم اللازمين للمهاجرين الهاربين من ويلات الحروب والظروف الصعبة في بلدهم.