أكد وزير الدفاع التركي، يشار غولر، في تصريحاته الأخيرة، أن "الجيش الوطني السوري سيكون جزءاً من مستقبل سوريا"، في ظل التأكيد على عدم وجود سحب لقوات الجيش التركي من الأراضي السورية دون تحديد شروط واضحة. جاء ذلك خلال مقابلة تلفزيونية مع قناة "TV100" التركية، حيث تناول غولر عدة قضايا تتعلق بالوضع السوري وتأثيرات المصالحات المحتملة بين مختلف الأطراف.

وأوضح غولر أن المصالحة مع تركيا ستكون ذات أثر إيجابي على النظام السوري، الذي يفتقر إلى قاعدة شعبية قوية، مشيراً إلى أن هذه الخطوة قد تتيح لنظام الرئيس بشار الأسد فرصة جديدة لتحقيق السلام والاستقرار في البلاد. وأضاف أن اللقاء بين أردوغان والأسد يمثل فرصة تاريخية يجب على الأسد استغلالها لمصلحة سوريا، التي تعاني من صراعات عميقة منذ عدة سنوات.

كما تناول غولر التحولات المحتملة في السياسة الأميركية بعد الانتخابات، مشيراً إلى أن الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، يعتزم التركيز على انسحاب القوات الأميركية من سوريا. وأكد غولر أن ترمب قد أصدر أوامر سابقة بسحب القوات، لكنه لم يفعل بسبب الظروف الانتخابية، مقدراً أن المرة الحالية قد تكون مختلفة.

وفيما يتعلق بمسألة انسحاب القوات التركية، أشار وزير الدفاع التركي إلى أن ذلك "ليس خياراً مطروحاً حالياً"، وشدد على ضرورة وجود شروط واضحة قبل أي تحول في الوجود العسكري التركي في سوريا. كما أبدى غولر قلقه بشأن أمن الحدود التركية، مشيراً إلى وجود نظام أمني متقدم بما في ذلك الجدران والسياجات التي تحمي الحدود.

ويأتي التصريح أيضاً في سياق الموقف الراسخ من حزب "العمال الكردستاني"، حيث تم التأكيد مرة أخرى على عدم وجود أي مجال للتفاوض أو المصالحة مع هذا التنظيم. وأكد غولر "أن الصلح مع حزب العمال الكردستاني ليس خياراً لدينا، ولا يمكن النظر في أي شكل من أشكال التفاوض".

تستمر التطورات في المنطقة في جذب الانتباه، حيث يبقى الوضع في سوريا محط اهتمام دولي واسع، في ظل التغيرات السياسية والعسكرية المتلاحقة.