وكالة قاسيون للأنباء
  • الجمعة, 15 نوفمبر - 2024
austin_tice

ما هي تداعيات موقف روسيا من عملية تركيا العسكرية المحتملة في سوريا على مستقبل الأزمة السورية؟

ما هي تداعيات موقف روسيا من عملية تركيا العسكرية المحتملة في سوريا على مستقبل الأزمة السورية؟

في ظل التوترات المتزايدة المتعلقة بالأوضاع الأمنية في سوريا، أدلى مبعوث الرئيس الروسي، ألكسندر لافرينتييف، بتصريحات مهمة تؤكد رفض بلاده لأي عمليات عسكرية جديدة قد تشنها تركيا في الأراضي السورية.

جاءت هذه التصريحات في مؤتمر صحفي عقب انتهاء محادثات "أستانة 22" التي عُقدت في يوم الثلاثاء، 12 من تشرين الثاني، حيث حذر لافرينتييف من العواقب السلبية التي قد تترتب على الإقدام على مثل هذه الخطوات.


وأكد لافرينتييف أن روسيا قد عبرت مرارًا وتكرارًا عن موقفها الرافض لأي تصعيد عسكري من الجانب التركي، مُعربًا عن أمله في أن تمتنع أنقرة عن تنفيذ هذه العمليات التي قد تؤدي إلى تفاقم الحلول في سوريا. وبيّن أن العمليات العسكرية المحتملة لن تساهم في حل الأزمة المستمرة، بل ستزيد من تعقيدها، محذرًا من تأثيرها السلبي على استقرار المنطقة، خاصة في ظل الأوضاع العصيبة على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية وقطاع غزة.


تناول المؤتمر أيضًا ما تُعلنه تركيا من نواياها للقيام بعمليات عسكرية ضد "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، التي تُعتبرها أنقرة جماعة إرهابية، حيث تسيطر هذه القوات على أجزاء واسعة من شمال شرقي سوريا. وقد قامت تركيا سابقًا بعمليتين عسكريتين رئيسيتين في سوريا، وهما عملية "غصن الزيتون" في آذار 2018، والتي انتهت بالسيطرة على مدينة عفرين، وعملية "نبع السلام" في تشرين الأول 2019، التي تمكنت من خلالها من استعادة السيطرة على مدينتي تل أبيض ورأس العين.


ومن ناحية أخرى، تبرز تصريحات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، التي تركّزت على أهمية إنشاء "حزام أمني" على الحدود الجنوبية لتركيا. وبيّن أن أنقرة تخطط لاستكمال هذا الحزام في المناطق التي تسيطر عليها قسد، مؤكداً عزم بلاده على حماية حدودها ومنع أي محاولات تطويق تركي عبر الجهود العسكرية والمناطق الآمنة التي تم إنشاؤها.


وفي سياق الحديث عن هذه المواقف، أبدى أردوغان استعداده للتواصل مع القادة العالميين، بما في ذلك محادثات عبر الدبلوماسية الهاتفية مع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لمناقشة الاستراتيجيات المتعلقة بالوجود الأمريكي في سوريا.


إن مواقف روسيا وتركيا حول هذا الموضوع تعتبر علامة فارقة في مسار الصراع السوري، حيث تحمل توقعات تداعيات واسعة تتعلق بمستقبل الاستقرار في المنطقة، مما يضعها في قلب النقاشات الجارية حول سبل تحقيق السلام الدائم.