تركيا تجدد دعوتها للولايات المتحدة لوقف دعم "قسد"
جددت الحكومة التركية دعوتها الرسمية للولايات المتحدة الأمريكية من أجل وقف دعمها لـ"وحدات حماية الشعب"، التي تُعتبر العماد العسكري لـ"قوات سوريا الديمقراطية" المعروفة اختصارًا بـ"قسد"، وذلك في سياق التطورات السياسية التي تشهدها المنطقة.
في تصريح يُعبر عن القلق التركي المستمر تجاه الأوضاع في شمال شرقي سوريا، أكّد وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، في مؤتمر صحفي عُقد يوم الاثنين، الحادي عشر من تشرين الثاني، على ضرورة إعادة النظر في التعاون الأمريكي مع ما وصفه بالمنظمة الإرهابية، في إشارة واضحة لوحدات حماية الشعب، مشيرًا إلى الأحداث الجارية وتأثيراتها على الأمن الإقليمي.
وقال فيدان: “نُذكّر نظراءنا الأمريكيين باستمرار بضرورة وقف تعاونهم مع المنظمة الإرهابية في سوريا”، لافتًا إلى أن الاتصالات بين الجانبين بخصوص هذه القضية قد زادت بشكل ملحوظ، وأن الجانب الأمريكي يبدو حريصًا على المزيد من المحادثات والمفاوضات في هذا السياق. جاء ذلك في إطار تعليقاته التي تمحورت حول الوضع الراهن في سوريا، والذي شهد تغييرات ملحوظة في السياسة الأمريكية بعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات.
واستكمل وزير الخارجية التركي حديثه مُشيرًا إلى ملامح خطة وفاوضات مستقبلية، حيث قال إن إحلال السلام والاستقرار يعتبر أمرًا ضروريًا وعاجلًا في منطقتنا وفي سوريا على حد سواء. وأضاف أن "تطهير سوريا من العناصر الإرهابية" يُعتبر شرطًا أساسيًا للحفاظ على سلامة الأراضي ولتهيئة مناخ يعود فيه اللاجئون السوريون إلى بلادهم بأمان.
وفي أبعاد أوسع، أوضح الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في تصريح سابق، أن التحركات التركية في سوريا قد ساهمت في إنشاء مناطق آمنة، مُحققًا بذلك هدفًا استراتيجيًا يتمثل في قطع الاتصال بين المنظمات الإرهابية، مُشيرًا إلى عزم تركيا على مواجهة أي تهديدات تطرأ على حدودها.
تجدر الإشارة إلى أن تركيا تعتبر "الإدارة الذاتية" و"قسد" امتدادًا لحزب العمال الكردستاني، الذي يتم تصنيفه كمنظمة إرهابية في تركيا. وفي السنوات الماضية، قامت تركيا بشن عمليات عسكرية عديدة ضد قسد، معززة ذلك بدعم "الجيش الوطني السوري"، حيث تمكنت من السيطرة على ثلاث مناطق شمالي سوريا بهدف محاربة التنظيمات التي تُعتبرها "إرهابية".
في ظل هذه التطورات، أفاد روبرت كينيدي جونيور، أحد الحلفاء المقربين من الرئيس الأمريكي المنتخب، أن ترامب أبدى نيته بسحب قواته من شمال شرقي سوريا، وهو ما يُثير تساؤلات حول مستقبل الوجود الأمريكي في المنطقة. وقد سبق لترامب أن أعلن في 19 كانون الأول 2018، خلال ولايته الأولى، سحب قواته من سوريا بالأخص بعد تحقيق الهدف المتمثل بإلحاق الهزيمة بتنظيم "الدولة الإسلامية".
ختم فيدان تصريحاته بالدعوة إلى عزم المجتمع الدولي على اتخاذ خطوات تكفل الاستقرار والأمان في المنطقة، مشددًا على أهمية تلاحم الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب لتحقيق السلام الدائم في سوريا.