تدريبات عسكرية جوية مشتركة بين القوات الروسية والنظام السوري في ريف حلب
في تطور عسكري بارز، نفذت القوات الروسية اليوم، السبت 9 من تشرين الثاني، تدريبات عسكرية جوية مشتركة مع قوات النظام السوري في ريف حلب، وذلك في ظرف أثار انتباه الكثير من المراقبين، حيث تزامن هذا التحرك مع قصف إسرائيلي للمنطقة.
ذكر بيان صادر عن وزارة الدفاع الروسية أن التدريبات التي أُجريت في محافظة حلب شملت عمليات مشتركة تهدف إلى تدمير أهداف برية وغارات على طائراتٍ دون طيار، بالإضافة إلى استهداف المعدات والتحصينات وقوات ميدانية معادية، وذلك بهدف تعزيز فعالية العمليات الجوية التي تُنفذ في سوريا في ظل تزايد التوترات العسكرية.
وشاركت في المرحلة الأولى من المناورات طائرات العمليات التكتيكية التابعة للقوات الجوية الروسية، حيث نفذت طائرات القاذفات المقاتلة متعددة الأدوار من طراز "SU-34" وقاذفات خط المواجهة "SU-24M" ضربات دقيقة ضد أهداف برية في ميدان التدريب بالقرب من مدينة السفيرة الشرقية في حلب، باستخدام قنابل شديدة الانفجار من طراز “FAB-250”K من ارتفاعات تتراوح بين 600 و3300 متر، بينما قامت مقاتلات "SU-35S" بتغطية القاذفات.
تضمنت المرحلة الثانية من التدريبات أيضًا استخدام مروحيات من طراز “Ka-52” و”Mi-8AMTSH-V” من القوات الجوية الروسية، بالإضافة إلى مروحيات “Mi-25” التابعة لقوات النظام السوري، حيث أقلعت الطواقم من مطار كويرس العسكري في ريف حلب ونفذت ضربات ضد أهداف افتراضية باستخدام صواريخ “S-8”.
وفي سياق هذه التدريبات، تم التركيز على الطيران على ارتفاعات منخفضة للغاية، تصل إلى 30 مترًا، مع إجراء تدريبات كمجموعات هجومية مشتركة. كما تعرضت المروحيات الروسية لتدريبات خاصة للبحث عن الطائرات دون طيار الهجومية وتحييدها في المجال الجوي.
كانت المرحلة الأخيرة من التدريب مخصصة لإجراء غارات جوية مشتركة في الليل، وقد أشار البيان الروسي إلى أن المستوى العالي من التدريب العسكري أتاح إتمام جميع المهام المحددة بنجاح رغم ظروف الرؤية المنخفضة.
من جهة أخرى، شنت الطائرات الإسرائيلية فجر اليوم ذاته غارات على مواقع عسكرية للنظام السوري وميليشيات مدعومة من إيران في ريفي حلب وإدلب، حيث أكدت وزارة الدفاع السورية وقوع إصابات بين العسكريين وأضرار مادية نتيجة القصف الذي تم من اتجاه جنوب شرق حلب.
التوقيت المتزامن لهذه التدريبات العسكرية مع الغارات الجوية الإسرائيلية يعكس حالة من الارتباك والاستعداد المتزايد في المنطقة، حيث يستمر الحديث عن احتمال تنفيذ عمليات عسكرية جديدة في الشمال السوري، رغم التصريحات الرسمية التي تروج لرفع جاهزية القوات.
هذا النشاط العسكري يأتي بعد تحضيرات ملحوظة من جانب النظام، تتضمن تعزيزات للقطعات العسكرية في مناطق خفض التصعيد، خاصةً بعد شائعات حول نشاطات مزعومة للمعارضة في المنطقة. تشير التقارير إلى رصد تحركات عسكرية مكثفة لقوات النظام، تضمن إرسال معدات عسكرية وأنظمة مدفعية وصاروخية، مما يعكس استمرار تصاعد التوترات في المنطقة.
كانت القوات الروسية قد أجرت عدة مرات مناورات مشتركة مع قوات النظام في سوريا، آخرها مناورات برية في القاعدة البحرية في طرطوس، بالإضافة إلى مناورات بحرية في البحر المتوسط في نهاية العام 2022، مما يدل على استمرار دعم موسكو العسكري لنظام الأسد في مواجهة التحديات المتزايدة.