استمرار مأساة الهجرة عبر المانش: العثور على أربع جثث جديدة بينها لجثة رجل سوري
عثرت السلطات الفرنسية، يوم الأربعاء، على أربع جثث جديدة لشخاص متوفيين، بينهم رجل سوري، على شواطئ البحر الأبيض المتوسط (المانش) في شمال فرنسا، مما يرفع عدد الجثث المكتشفة خلال الأسبوع الأخير إلى ثمانٍ. تأتي هذه الحادثة في وقت يشهد فيه عدد محاولات عبور المهاجرين من فرنسا إلى المملكة المتحدة عبر قوارب غير صالحة للإبحار زيادة ملحوظة، برغم المخاطر الكبيرة التي تواجهها هذه الفئة من الناس.
وقد صرح المدعي العام في "بولوني سور مير"، غيريك لو برا، بأنه تم العثور على الجثتين الأوليين في يومي الثلاثاء والأربعاء، حيث عُثر على واحدة في مياه البحر بالقرب من شاطئ كاليه والثانية على الشاطئ نفسه. وأضاف أن الشخص السوري الذي تم التعرف عليه من خلال أوراق هويته قد يكون له ارتباط بحادث غرق قارب سابق، مما يجعل الحادثة تثير العديد من التساؤلات حول أبعاد المأساة والشبكات المرتبطة بعمليات الهجرة غير النظامية.
وفي سياق متصل، تحدث الشاب السوري أسامة أحمد لموقع "مهاجر نيوز" عن فقدانه لوالده في غرق قارب كانا على متنه في 23 تشرين الأول الماضي أثناء محاولتهما عبور المانش، مشيراً إلى الإحباط الذي يشعر به نتيجة عدم تلقيه أي معلومات جديدة حول 14 مفقودًا كانوا على متن نفس القارب. وأعرب أسامة، البالغ من العمر 20 عاماً، والذي ينحدر من منطقة حلب، عن استيائه من تجاهل السلطات لنداءات المهاجرين وتأخرهم في تقديم المساعدة.
كما أكدت السلطات الفرنسية أنها أنقذت 45 شخصاً خلال فترة الحادثة، إلا أنها صرحت بأن تسجيل المفقودين لا يتم إلا بعد ورود بلاغ رسمي من فرق الإنقاذ، مما يثير تساؤلات عن مدى فعالية هذه الإجراءات في حماية حياة المهاجرين. وفي إشارة إلى الأرقام، أفادت المحافظة البحرية للقناة وبحر الشمال بأن هذا العام يعتبر الأكثر دموية في تاريخ محاولات عبور المانش، حيث لقي أكثر من 60 مهاجراً حتفهم أثناء محاولاتهم للوصول إلى المملكة المتحدة.
تتابع السلطات المحلية تحقيقاتها، حيث تسعى إلى ربط الجثث المكتشفة بحوادث البحر المعروفة، مع تركيز على ضرورة تحسين إجراءات السلامة والرقابة على عمليات الهجرة غير النظامية. ومن المتوقع أن تثير هذه الحوادث المتكررة اهتماماً كبيراً على صعيد السياسات الأوروبية المتعلقة بالهجرة.