قصف مكثف يثير موجات جديدة من النزوح المدني
تعرضت القرى والبلدات الواقعة في ريفي إدلب وحلب لاعتداءات مكثفة جراء القصف المدفعي الثقيل الذي نفذته قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية، مما أسفر عن تفاقم الأزمة الإنسانية في المنطقة. فقد استهدفت قوات النظام بلدة معارة النعسان شرقي إدلب، بلديتي البارة وفليفل جنوبي إدلب، وبلدة العنكاوي في سهل الغاب شمال غرب حماة، بالإضافة إلى قرى كفرتعال وكفرنوران والقصر غربي حلب.
في ظل هذا التصعيد المتواصل، سجّل "الدفاع المدني السوري – الخوذ البيضاء" إصابة أربعة مدنيين بينهم امرأتان وطفل، نتيجة للقصف المدفعي الذي استهدف بلدة إبلين في ريف إدلب الجنوبي يوم الثلاثاء. كما أفادت التقارير الإعلامية بأن القصف مكثف، حيث تم استخدام المدفعية الثقيلة والهاون وقذائف الدبابات ضد عدة مناطق.
موجات النزوح المدني تتجدد مع تصاعد العمليات العسكرية، حيث شهدت الأيام القليلة الماضية حركة نزوح مكثفة من القرى والبلدات القريبة من خطوط التماس. وقد أشار فريق "منسقو استجابة سوريا" إلى الزيادة المقلقة في الاستهدافات العسكرية، والتي طالت الأحياء السكنية والأراضي الزراعية، مما أجبر السكان على البحث عن مناطق أكثر أماناً أو اللجوء إلى المخيمات البعيدة عن النزاع.
تشير التقديرات إلى أن موجات النزوح الأخيرة شملت 37 بلدة وقرية في ريفي حلب الغربي وإدلب الشرقي والجنوبي، مع تسجيل أكثر من 1843 نازحاً في غضون 48 ساعة فقط. كما أن النساء والأطفال قد تعرضوا لأعلى نسب من المعاناة، حيث شكلوا 81% من إجمالي النازحين.
يؤكد فريق "منسقو استجابة سوريا" على أن استمرار التصعيد العسكري له تداعيات خطيرة، تزيد من معاناة النازحين وتفاقم الأوضاع الإنسانية الصعبة في المخيمات، مما يستدعي تدخل المجتمع الدولي لمنع تفاقم الكارثة الإنسانية في المنطقة.