أزمة المياه في إدلب تتفاقم مع توقف ضخ المياه
تواجه محافظة إدلب شمال غربي سوريا أزمة مياه حادة، حيث تفاقمت الأوضاع بعد توقف عملية الضخ عبر الشبكة، مما أجبر السكان على الاعتماد على صهاريج المياه، التي أصبحت تكاليفها فوق القدرة الشرائية للعديد من الأسر. في ظل هذه الظروف، يتزايد القلق حول استقرار الحياة المعيشية في المنطقة.
توقف الضخ وارتفاع التكاليف
توقف مشاريع المياه المدعومة من المنظمات الإنسانية زاد الوضع سوءاً، حيث أصبحت الأسر مضطرة لتأمين احتياجاتها المائية عبر شراء المياه بالصهاريج. وقد أبلغ أحمد دعبول، أحد سكان إدلب، عن هذه الأزمة قائلاً: "نضطر لشراء المياه بالصهاريج مرة أو مرتين في الأسبوع، وندفع نحو 240 ليرة تركية لتعبئة 2000 لتر".
يتحدث محمد كيالي، أحد سكان المنطقة، عن مخاوفه من استمرار هذا الوضع، قائلاً: "أملأ خزاني بـ1000 لتر، ولكن هذه الكمية لا تكفيني وزوجتي إلا لنصف أسبوع. بقاء هذا الوضع يمثل أعباء إضافية علينا".
ومع انتهاء مشروع ضخ المياه الذي كانت تدعمه منظمة إحسان في 14 من الشهر الماضي، ازدادت المعاناة. السكان العاديون، الذين يحتاجون إلى نحو 1000 لتر كل أربعة أيام، يكافحون لتلبية احتياجاتهم المائية، مما يزيد من معاناتهم.
الوضع الإنساني المتدهور
وفقًا لتقرير صادر عن مبادرة "REACH" الإنسانية، يعاني 97% من الأسر النازحة و88% من الأسر المضيفة في إدلب من صعوبات كبيرة في تلبية احتياجاتهم الأساسية. يشير التقرير إلى أن نقص المياه يشكل مشكلة رئيسية، حيث تعاني 52% من الأسر من صعوبة الوصول إلى مياه كافية، و47% لا تستطيع تحمل تكاليفها.
تشير البيانات إلى أن 70% من الأسر تعاني من عدم كفاية سعة تخزين المياه، و34% يُبلغون عن عدم كفاية المياه المتاحة من الشبكة. تدهور الوضع بشكل مستمر، مما يهدد حياة السكان اليومية.
الحاجة الملحة للحلول
تتزايد المطالبات بحلول فورية للتخفيف من أزمة المياه في إدلب. وفي الوقت الذي تستمر فيه الوعود بإعادة ضخ المياه بحلول بداية العام الجديد، فإن العائلات تكافح لتلبية احتياجاتها. تكلفة الحصول على المياه تتجاوز 400 ليرة تركية شهرياً، مما يضيف أعباء مالية إضافية على السكان الذين يعانون بالفعل من ظروف اقتصادية صعبة.
تأثير الأزمة على الحياة اليومية
تؤثر أزمة المياه بشكل كبير على الحياة اليومية للسكان، حيث يضطر العديد منهم إلى تقليص استهلاك المياه أو البحث عن مصادر بديلة، حتى لو كانت غير آمنة. هذه الظروف تزيد من معاناة السكان وتؤكد على الحاجة الملحة لحلول دائمة.
خلاصة
إن أزمة المياه في إدلب تمثل تحدياً كبيراً يتطلب استجابة عاجلة من المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية. في ظل تصاعد الأزمات، يبقى الأمل في تقديم الدعم اللازم للسكان المتضررين، وتوفير المياه بشكل آمن ومستدام.