وكالة قاسيون للأنباء
  • الاثنين, 23 ديسمبر - 2024

حرائق هائلة في اللاذقية تدمر آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية ومناطق غابية

حرائق هائلة في اللاذقية تدمر آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية ومناطق غابية

اندلعت حرائق هائلة في محافظة اللاذقية بسوريا منذ مطلع الأسبوع، مما أدى إلى تدمير آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية والأشجار المثمرة، خاصة أشجار الزيتون. بدأت الحرائق يوم الخميس في بلدة المشرفة، وسرعان ما انتشرت إلى مناطق أخرى مثل جبل تشالما وبلدة السمرا، مما أثار قلق السكان المحليين ووسائل الإعلام.


اندلعت أولى حرائق اللاذقية في بلدة المشرفة التابعة لمنطقة كسب في ريف اللاذقية الشمالي. ومع زيادة سرعة الرياح وصعوبة التضاريس، اتسعت رقعة النيران لتشمل مساحات شاسعة من الأحراج والمناطق الزراعية، مهددة التجمعات السكنية في القرى المجاورة. وقد أسفرت هذه الحرائق عن أضرار جسيمة لمئات الأشجار المثمرة، مما ترك آثاراً سلبية على الاقتصاد المحلي الذي يعتمد بشكل كبير على الزراعة.


انتشرت شائعات على صفحات التواصل الاجتماعي حول احتراق قرية السمرا، الشهيرة بتصوير مسلسل "ضيعة ضايعة" داخلها. ومع ذلك، نفى مدير الحراج في وزارة الزراعة التابعة لحكومة النظام، علي ثابت، هذه الشائعات، مؤكداً عدم وقوع أضرار في المنازل. وأشار إلى أن فرق الإطفاء قد نجحت في السيطرة على الحرائق دون إصابات بين السكان.


وفي سياق متصل، أشار ثابت إلى أن معظم الحرائق كانت مفتعلة، إما بقصد الأذى أو نتيجة للإهمال، مثل الحريق الذي حدث في مرمريتا والذي تسبب فيه مزارع أثناء حرق الأعشاب اليابسة. كما أضاف أن فرق الإطفاء، بدعم من فرق المؤازرة من مختلف المحافظات، واجهت صعوبة كبيرة في الوصول إلى مواقع الحرائق بسبب التضاريس الوعرة والجروف الصخرية.


أسفرت الحرائق في محافظة اللاذقية خلال الأيام الماضية عن حالة وفاة وإصابة 19 شخصاً، سواء من الأهالي أو العاملين في مجال الإطفاء. كما أن تقدير الأضرار المادية لم يتم بعد، ولكن الأرقام الأولية تشير إلى تأثير خطير على القطاع الزراعي في المنطقة.


في ظل هذه الأوضاع الحرجة، طالب فريق من المجتمع الأهلي وزارة الزراعة والاقتصاد بالسماح باستيراد الفحم الطبيعي لتلبية حاجة المقاهي، مما قد يساهم في تخفيف حوادث حرق الغابات. وأشار أعضاء الفريق إلى أن هذه الإجراءات قد تكون أكثر فاعلية في حماية الغابات من الحرائق المفتعلة.


مع اقتراب فصل الشتاء، تزداد المخاوف من تكرار هذه الحرائق في المستقبل، خاصةً مع وجود عوامل مثل تغير المناخ والاستخدام غير المستدام للأراضي. ويعتبر الزيتون من المحاصيل الأساسية في المنطقة، مما يزيد من أهمية حماية هذه الأشجار من الحرائق والحفاظ على البيئة الزراعية.


تمثل حرائق اللاذقية الأخيرة تحدياً كبيراً للسلطات المحلية والمجتمع، حيث تسببت في أضرار جسيمة للأراضي الزراعية وأثرت على حياة السكان. يتطلب الوضع الحالي استجابة فورية من الحكومة ومنظمات المجتمع المدني لحماية الغابات والحد من الحرائق المفتعلة، فضلاً عن تعزيز الوعي الزراعي والبيئي في المنطقة.

//