حذر رئيس لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا، باولو بينيرو، من أن البلاد تجر إلى "الصراع الكارثي" الذي يجتاح المنطقة، مشيرًا إلى "تهديدات مميتة" تواجه السوريين أينما ذهبوا. جاء ذلك خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك يوم الجمعة 1 نوفمبر.

وأشار بينيرو إلى أن فرار السوريين، الذين يعيشون في خوف مبرر من الاضطهاد في وطنهم، يعكس الخيارات المستحيلة التي يواجهونها، متسائلاً عما إذا كان عليهم المخاطرة بحياتهم بالقنابل في لبنان أو العودة إلى مكان قد يواجهون فيه تهديدات مميتة أخرى.

كما لفت إلى أن العديد من النساء والأطفال بدأوا رحلات محفوفة بالمخاطر إلى سوريا بمفردهم، بسبب الأنماط الموثقة جيدًا للاعتقال التعسفي والتجنيد الإجباري. وأكد أن رجال الأسرة البالغين إما بقوا في الخلف أو لجأوا إلى المخاطرة بالسفر اعتمادًا على المهربين.

وأوضح بينيرو أن اللجنة تحقق في تقارير تفيد بتعرض السوريين العائدين من لبنان للإيذاء أو الاعتقال أو الابتزاز من قبل "الجهات الفاعلة المسلحة العنيفة" عند نقاط التفتيش في جميع أنحاء البلاد. ودعا جميع السلطات إلى كبح جماح مثل هذه الانتهاكات بشكل عاجل.

وفي سياق متصل، اعتبر أن الوقت مناسب للالتزام علنًا بضمان احترام حقوق الفارين، بغض النظر عن أصلهم، ودعا إلى توفير الوصول للجهات الإنسانية وحقوق الإنسان الدولية.

كما أشار إلى أن النظام السوري اتخذ "خطوات إيجابية"، مثل تعليق شرط تحويل 100 دولار أمريكي للعائدين، لكنه أكد أن هناك العديد من الحواجز التي تعوق العودة "الآمنة والطوعية"، بما في ذلك استمرار قوات النظام في تعذيب وإخفاء المعتقلين.

كما وثقت تقارير حقوقية انتهاكات تعرض لها سوريون عائدون من لبنان، حيث حذرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" من المخاطر التي يواجهها اللاجئون العائدون، خاصة الرجال، من الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري.