تعرض طفل للتعذيب في حماة وتوقيف المتورط

أثار مقطع مصوّر تداوله ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يُظهر تعرض الطفل اليتيم إبراهيم خليل الصطيف للضرب المبرح على يد عمه، محمود إبراهيم الصطيف، في مدينة حماة، موجة غضب شعبي واسعة. وأفاد ناشطون بأن الطفل، الذي يعيش مع عمه بعد وفاة والديه، تعرض لتعنيف جسدي وإهانة، فيما كانت شقيقته (13 عاماً) قد هربت سابقاً من المنزل وتعيش حالياً في ميتم.
ورداً على الحادثة، أعلن محافظ حماة، عبد الرحمن السهيان، عبر منصة "إكس" متابعته للواقعة، مؤكداً توجيه الجهات الأمنية للتحقق الفوري ومعاقبة المتورط في حال ثبوت الواقعة. وفي وقت لاحق، أكد المحافظ توقيف الشخص الظاهر في التسجيل، ونقل الطفل إبراهيم إلى مركز طبي لتلقي العلاج، مع استمرار التحقيقات لكشف ملابسات القضية ومحاسبة جميع المتورطين.
واقع العنف ضد الأطفال في سوريا:
كشفت تقارير وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل عن توثيق أكثر من 9,000 حالة عنف ضد الأطفال في 2024، تشمل الضرب والإهمال والاستغلال الاقتصادي، مع تفشي العنف الأسري والمدرسي في المحافظات ذات الظروف الأمنية والمعيشية الصعبة. وأشارت "يونيسف" في بيان صادر في آذار 2024 إلى تعرض 70% من الأطفال السوريين لأشكال مختلفة من العنف، بسبب الفقر والنزوح وغياب الحماية القانونية.
من جانبها، أفادت لجنة الإنقاذ الدولية (IRC) في تقرير لعام 2023 بأن الأطفال في شمال غربي سوريا يواجهون عنفاً مركباً نتيجة النزوح وانهيار النظام التعليمي، مع ضعف القوانين الرادعة وآليات المتابعة الاجتماعية. كما سجل الخط الساخن للإبلاغ عن العنف في دمشق أكثر من 400 بلاغ خلال النصف الأول من 2024، مع تحديات في الاستجابة بسبب نقص الكوادر والتنسيق بين الجهات المعنية.
وتؤكد السلطات السورية التزامها بحماية الأطفال، وسط مطالبات شعبية بتعزيز آليات الحماية القانونية والنفسية لضمان بيئة آمنة للأطفال في البلاد.