وكالة قاسيون للأنباء
  • الاثنين, 23 ديسمبر - 2024

خيبة الأمل في محور المقاومة: تراجع الدور الإيراني وحزب الله بعد اغتيال حسن نصر الله

خيبة الأمل في محور المقاومة: تراجع الدور الإيراني وحزب الله بعد اغتيال حسن نصر الله

في أعقاب اغتيال حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، شهدت الأوساط المؤيدة للمقاومة في سوريا تراجعًا ملحوظًا في الثقة بالدور الإيراني وحزب الله. أثيرت تساؤلات حول الدعم الإيراني لحماس وحزب الله، خاصة في ظل عدم التدخل الفعال ضد الضربات الإسرائيلية، مما أثار الشكوك حول مصداقية وعود إيران السابقة.

أظهرت استطلاعات للرأي أجراها موقع تلفزيون سوريا في دمشق تراجع شعبية إيران وحزب الله بين مؤيدي المحور بعد الحرب على غزة. هذا التراجع جاء نتيجة عدم اتخاذ ردود فعل تتناسب مع حجم الخسائر والدمار الذي لحق بالمدنيين، مما دفع الكثيرين لإعادة تقييم ولائهم لتلك القوى.

تتزايد الانقسامات في الشارع السوري بين مؤيدي إيران ومعارضيها، حيث يتهم البعض إيران بالتخلي عن القضية الفلسطينية واللبنانية مقابل تحقيق مكاسب سياسية، خاصة فيما يتعلق بمفاوضات الملف النووي. هذا الانقسام يعكس حالة من الإحباط والخيبة لدى الكثيرين، الذين اعتقدوا أن إيران ستظل داعمًا قويًا للمقاومة.

تدور نقاشات حادة في دمشق حول تراجع محور المقاومة، مع اتهامات لإيران بالانسحاب من المواجهة وترك حلفائها لمواجهة إسرائيل بمفردهم. يشعر كثيرون بخيبة أمل من عدم قدرة حزب الله على التصدي للعدوان الإسرائيلي، وهو ما كانت إيران قد وعدت به في السابق.

تسود الأجواء حالة من الانتقادات العلنية لإيران، حيث يتهمها البعض بالتخاذل في دعم حماس وحزب الله. هذه الانتقادات تعكس شعورًا متزايدًا بعدم الثقة في قدرة إيران على الوفاء بوعودها، وتزايد القلق من أن تكون إيران قد ضحت بالقضية الفلسطينية مقابل إحياء المفاوضات النووية.

في الوقت الذي تتصاعد فيه الانتقادات لإيران، شهدت الأوساط الشعبية في دمشق نقاشات حادة تتعلق بمصداقية محور المقاومة. يتهم البعض أولئك الذين تراجعوا عن دعم إيران بأنهم يتبنون مواقف مؤيدة لإسرائيل، مما أدى إلى تصاعد الخلافات حتى على وسائل التواصل الاجتماعي.

في خطوة تعكس التوتر المتزايد، بث ناشطون مقاطع فيديو تُظهر عناصر من حزب الله يطلقون النار في شوارع مدينة حمص، مما أثار حالة من الفوضى والترهيب بين السكان. هذه الأحداث تبرز كيف أن التأزم في الوضع السياسي يمكن أن يؤدي إلى تصاعد العنف والقلق بين المدنيين.

بعد اغتيال حسن نصر الله، يبدو أن محور المقاومة يواجه تحديات كبيرة، خصوصًا مع تراجع دور إيران وحزب الله في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية. في ظل هذه المعطيات، يظهر جليًا أن الثقة الشعبية في هذا المحور تتآكل، مما يطرح تساؤلات حول مستقبل القوى التي لطالما اعتبرت داعمة للمقاومة. هل ستتمكن إيران وحلفاؤها من استعادة هذه الثقة، أم أن المرحلة المقبلة ستشهد مزيدًا من الانقسامات والخيبات؟

//