مأساة نارين: صراعات العائلة وظلال الجريمة
في مدينة ديار بكر، حيث تتشابك قصص الحياة والمأساة، اختفت الطفلة نارين ذات الثماني سنوات بعد حضورها درسًا في تحفيظ القرآن في 21 أغسطس. مرت 19 يومًا من القلق والترقب حتى عُثر على جثتها، مخبأة داخل كيس تحت كومة من الحجارة على ضفة النهر، على بعد ثلاثة كيلومترات من منزلها.
أظهر تقرير الطب الشرعي أن نارين تعرضت للخنق، وأن جسدها وُضع في النهر لمدة 15 يومًا. كان السؤال الجوهري هو: لماذا قُتلت نارين؟
تعددت الروايات حول مقتلها، لكن أحد الادعاءات الأكثر إثارة للجدل كان حول عمها سليم، الذي اعتُقل بعد تطابق عينة الحمض النووي الموجودة في سيارته مع عينات من ملابس نارين. غادر سليم القرية بعد 15 دقيقة من رؤية نارين آخر مرة. كما وُجدت آثار عض على يدها، مما يثير الشكوك حول ما حدث بالضبط.
بعد القبض على سليم، اجتمعت عائلة نارين، بما في ذلك والدها عارف، مع كبار العائلات لمناقشة الأمور. خلال هذا الاجتماع، قال سليم إنه نادم على ما حدث، وطلب من عارف أن يأخذ الجثة من حقله، عارضًا مبلغ 50 مليون ليرة. وبدلاً من الإبلاغ عن الجريمة، وافق الأب على الصفقة، مما أضاف طبقة جديدة من التعقيد إلى هذه المأساة.
بعد أيام، اعتقلت السلطات 21 شخصًا من أقارب نارين، مع تأكيد أن الكثيرين كانوا على علم بجريمة القتل. ومع زيادة الضغط، اعترف أحد الشبان بأنه هو من قام بإخفاء الجثة مقابل 200 ألف ليرة تركية، لكنه استمر في المشاركة في البحث عن نارين.
تستمر القضية في إثارة الرأي العام، حيث تسلط الضوء على قضايا العنف الأسري والأسرار المظلمة التي يمكن أن تحيط بعلاقات الأقارب. تبقى نارين رمزًا لحاجة المجتمع إلى مواجهة الظلم، والتصدي للسكوت عن الجرائم التي تحدث في الظل.