وكالة قاسيون للأنباء
  • الاثنين, 23 ديسمبر - 2024

تجاوزات قسد تنعكس على الرقة.. انتشار المخدرات وغياب مراكز العلاج

تعبيرية

في ظل سيطرة ميليشيات قسد (PYD/YPG) على مدينة الرقة شمال سوريا، يشتكي الأهالي والنشطاء من غياب الخدمات الأساسية وتفاقم مشكلة انتشار المخدرات في المنطقة. فحسب مصادر محلية، فإن الفترة الأخيرة شهدت توسعًا كبيرًا في تجارة المخدرات، مما شكّل خطرًا حقيقيًا على سكان المدينة.


وقال ناشط حقوقي من الرقة لـ "العربي الجديد"، إن انتشار تجارة المخدرات في المنطقة أصبح مثيرًا للقلق على نحو كبير. وأوضح أن هذه الظاهرة لم تكن منتشرة بهذا الشكل قبل سيطرة قسد على المدينة عام 2017. ويرجع الناشط هذا الانتشار إلى سوء الأوضاع الأمنية والاجتماعية في ظل هيمنة قسد على المدينة.


ويشير الناشط إلى أن "المنطقة باتت تشكل ساحة رئيسية لتجارة المخدرات في شمال سوريا، وأصبحت تمثل خطرًا كبيرًا على الأهالي". ويتابع قائلاً: "أصبح هناك انتشار كبير للمواد المخدرة والمؤثرات العقلية في الشوارع والأحياء السكنية، وأصبح المشهد مقلقًا للغاية".


وبحسب المصدر، يرجع انتشار المخدرات إلى سوء الأوضاع الاقتصادية والانهيار الخدمي في المدينة، فضلاً عن ضعف الرقابة الأمنية وتواطؤ بعض عناصر قسد في هذه التجارة. ويشير إلى أن "البطالة والفقر أديا إلى دفع الكثير من الشباب إلى الإقبال على المخدرات كوسيلة للهروب من الواقع المرير".


ولفت الناشط إلى أن هناك مشكلة أخرى تواجه سكان الرقة وهي غياب مراكز علاج الإدمان والأمراض النفسية. وقال إن "المنطقة تفتقر إلى وجود مراكز لعلاج المدمنين بشكل مجاني، ما زاد من معاناة الأهالي"، مشيرًا إلى أن بعض الأطباء حاولوا افتتاح مراكز علاج بأسعار رمزية، لكنها لا تزال غير كافية لتلبية الطلب المتزايد.


وأكد المصدر أن هذه المشكلة تفاقمت بشكل كبير في ظل سيطرة قسد على المنطقة. وقال: "قبل سيطرة قسد كان هناك بعض المؤسسات الحكومية والأهلية التي تعنى بهذه الشؤون، لكن مع تولي قسد السيطرة، انهارت هذه المؤسسات ولم يعد هناك أي جهة تعنى بمعالجة هذه المشكلة".


وأشار الناشط إلى أن الأهالي في الرقة يطالبون بضرورة إنشاء مراكز علاج متخصصة للتعامل مع ظاهرة الإدمان والأمراض النفسية التي باتت منتشرة بشكل مقلق. وقال إن "المنطقة بحاجة ماسة إلى وجود هذه المراكز التي من شأنها أن تساعد المدمنين على التخلص من آفة المخدرات والعودة إلى المجتمع".

//