هل يوجد عملية عسكرية وشيكة على إدلب ..؟
قاسيون ـ رصد
أثار التصعيد الروسي المتواصل منذ عدة أيام في محافظة إدلب العديد من التكهنات حول مصير التفاهمات بين موسكو وأنقرة وسط رسائل سياسية متبادلة يتهم فيها كل طرف الآخر بالمسؤولية عن عدم الالتزام بالاتفاق.
ونقلت صحيفة "القدس العربي" عن المحلل السياسي محمد سرميني قولن ، إن السبب الأساسي هو تباين الأهداف للطرفين في سوريا، وبالتالي فإن "كل المحاولات السابقة لتلافي الاختلافات لم تنجح، فتركيا تريد حماية حدودها وإبعاد أي خطر من شأنه أن يهدد أمنها القومي، في حين أن روسيا تسيطر على كل المشهد السوري دون مراعاة لمصالح ومخاوف الأطراف الأخرى"، مضيفا:"ولذلك تعمد تركيا إلى الحوار والتفاهم مع الولايات المتحدة خارج اتفاق شوتشي".
ويرى "سرميني" أن روسيا تحاول من خلال التصعيد توجيه رسائل مبطنة للعودة إلى الاتفاقات السابقة والمحافظة عليها وعدم بناء تفاهمات خارجها، عازيا السبب إلى أن هذه التفاهمات سوف تكون على حساب مصالح روسيا في سوريا.
وحذر مدير مركز "جسور" للدراسات من انهيار كل الاتفاقات التركية–الروسية، وبالتالي الاخلال بالتوازنات التي تم هندستها طيلة الأعوام الماضية.
وأضاف:"من غير المحتمل أن تقوم تركيا باتخاذ المزيد من الخطوات في إدلب، في ظل عدم وفاء روسيا بالتزامها الخاص بمنطقة شمال شرقي سوريا، والمتضمن إبعاد تنظيم "قسد" وحزب العمال الكردستاني عن الحدود التركية بعمق 30 كيلومترًا، لكن هذا لا يعني بالضرورة أن تتجه الأوضاع للتصعيد الميداني، إذ من مصلحة الطرفين البحث عن حلول لدفع التفاهمات إلى الأمام، إلا إذا شهدت الساحة السورية تطورات جديدة ورغبة من الفاعلين الدوليين بتسخين الملف مجدداً".
من جانب آخر توقعت مصادر روسية اشتعال المعارك بين قوات النظام السوري وفصائل المعارضة في ريف إدلب الجنوبي "في أي لحظة"خلال الأيام المقبلة. ونقلت وسائل إعلام روسية عن مصدر عسكري قوله إن جبهات ريفي إدلب الجنوبي وحماة الشمالي شهدت تصعيداً استثنائياً خلال الأسبوعين الماضيين، بالتزامن مع رصد حشود بشرية وعتاد ودعم لوجستي استثنائي أرسلتها تلك المجموعات إلى محاور جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي وسهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي".
وأضاف المصدر أن طائرات الاستطلاع الروسية حددت بنك أهداف تابعة لقوات المعارضة على عدة محاور في ريف إدلب الجنوبي والشمالي وفي ريف حماة الغربي، وتم التعامل معها عبر سلسلة من الغارات الجوية أسفرت عن تدمير أكثر من 60 موقعاً عسكرياً تستخدمه الفصائل.