ابن عم إياد غريب يوضح ملابسات محاكمته في كوبلنز
قاسيون ـ رصد
كتب الصحفي مهدي الناصر ، ابن عم إياد غريب ، صف الضابط في المخابرات السورية ، الذي حكم عليه في ألمانيا بالسجن أربع سنوات ونصف ، موضحا ملابسات هذا الحكم والظلم الذي تعرض له ابن عمه وصهره ، كونه كان صريحا واعتقد أن شهادته سوف تدين نظام الأسد ، لا أن تدينه شخصيا .
وقال الناصر في منشور كتبه على صفحته الشخصية في "فيسبوك" : "إن خرج إياد فما هو مصيره؟ كيف ستستقبلونه وتضعون عيونكم في عينه؟ ماذا ستقولون له؟ .. هل تطبيق العدالة يحتاج القرابين؟ ".
وأضاف ، أن "إياد ضحية وجاني، نعم، ضحية صدقه وجاني في سياق خدمته لفرع أمن في زمن لم يكن الدخول الى هذا الفرع جريمة، كان مكروها نعم، بعدها تأكدنا، نحن عامة السوريون، أنه مصنع جريمة، وعليه قرر الانشقاق والتحق بمن يشبهونه من المتظاهرين ومشى معهم ودافع عنهم وعن كرامتهم."
وتابع : " المؤسف في قضية إياد أن عددا من ضباط وعناصر أمن قدموا شهاداتهم في المحكمة بصفتهم شهود ولم يسألوا عن ماضيهم أو عن دورهم في الاجهزة الامنية وهم انشقوا بعد عام 2013. لا أعرف كيف يبقى أحدهم في الأمن دون أن يقترف ما تم تجريم إياد به. ببساطة لأنهم كذبوا. كنت أتوقع شخصيا أن يبادر حقوقيون ثوريون سوريون إلى تقديم إياد كنموذج للمنشق الذي يضع نفسه لخدمة العدالة والعمل على تأمين بيئة حاضنة له ولعائلته لتوفير مناخ جيد وآمن لكل المنشقين الراغبين بخدمة العدالة الآن أو بعد مئة عام. لكن للاسف، صرنا نقرأ عن محاكمة مسؤول أمني كبير.. و القبض على مجرم قاتل ارتكب التعذيب... وصياد المجرمين.. وأن نظام الجريمة تمت محاكمته مع اسم إياد. لم يكترث أحد بتوضيح الصورة للإعلام، الصورة على حقيقتها، بل على العكس انتشر التهليل للحكم على أنه يوم تاريخي مجيد من عمر أمتنا، ولا لأحد الحق في تعكير صفوة قادتنا مع قدوم الانتصار التاريخي المجيد."
وأضاف الناصر : " لم أسمع أن منشقا عن النظام واجه نفسه وتاريخه ووضع نفسه وخبرته تحت خدمة العدالة بما في ذلك الاعتذار الصريح للسوريين ولأنفسهم اولا. أتحدث عن عناصر أمن وضباط جيش ووزراء وقضاة ومثقفين سلطة وجلساء لبهجت سليمان وغيره. بعض من يجدون أن الحكم بحق إياد مخفف ويستحق حكما أكبر سبق وقاموا بواجب العزاء علنا بمصطفى طلاس ورياض عصمت وغيرهم من أركان النظام... ليس معرض حديثنا."
واعتبر أن إياد " جاني في سياق سوري طويل يجرم الكثير مننا. وهنا لا أعمم الشر، ولكن أود أن أشير أن خيارات إياد مسؤولية خاصة وعامة وتحتم علينا جميعا التفكير بها والتحديق بأعين بعضنا البعض والتفكير بأنه لو سقط النظام في بدايات عام 2012 ، فمن كنا سنحاكم؟ وما هي شروط المحاكمات."
ورأى أنه من المهم أن نؤكد اليوم على "ان بشار الأسد لم يحاكم منذ يومين، والمجرمون لا تعنيهم محاكمة إياد، اظن العكس تماما، وظلم كبير لإياد ولما يمثله أن يقترن الحكم عليه بالحديث، من جهات حقوقية ثورية، عن خوف المجرمين والطغاة وعن عدم قدرتهم على النوم بسبب الرعب من قرار محكمة كوبلنز."
وختم منشوره بالقول : " من يعمل في حقل العدالة يجب أن يحرص على عدم إيذاء نملة، ولو بتصريح إعلامي حتى. يلمح بعضهم إلى أن إياد كان مجرد طعم لجلب المجرمين الكبار، طيب حسنا، وإن كنت مؤمنا أن العدالة أرفع واسمى من هذا المنطق النفعي الساذج، اخبروننا نحن عائلة إياد وأهله ورفاقه وأبناء ثورته، لننظر إلى المسألة بشكل مختلف، علّ ذلك يخفف من هول هزائمنا الشخصية والعامة"."