وكالة قاسيون للأنباء
  • الثلاثاء, 24 ديسمبر - 2024

الضغوطات الأمريكية على نظام الأسد وآفاق التدخل الدولي الحاسم في سوريا

قاسيون تحليل: 

المتابع لتطورات المشهد الدولي حول سوريا لابد أن يلفت انتباهه تزايد الضغوطات الغربية على نظام الأسد وفضح جرائمه مجدداً على وسائل الإعلام، ما يشير الى ان هناك تحركا دوليا من ما قد يتم اتخاذه في سوريا، وذلك في اعقاب تعطيل النظام لكافة افاق الحل السياسي من لجنة دستورية وغيرها.

أولى الملاحظات التي يمكن الاستدلال بها هي إعادة اثارة ملف الكيماوي في المحافل الدولية التي اثبتت التحقيقات تورط نظام الأسد باستخدامها ضد شعبه، وليس ببعيد عن هذا الآمر الرسالة التي تم تسريبها في موقع روسيا اليوم وتعود للعام 2013 وفيها يعترف بشار الأسد صراحةً بأنه استخدم الكيماوي ويطلب من روسيا مساعدته بعد تسليمه لهذا السلاح لأنه لم يعد يملك ما يواجه به ثورة شعبه. 

وفي السياق ذاته، فإن تسريب روسيا لمثل هذه الرسالة يعتبر بحد ذاته خرقا للأعراف الدبلوماسية، إذ لم يسبق لدولة أن سربت رسالة من رئيس دولة أخرى لرئيسها، وتتضمن كل هذه الخصوصية ما لم يكن هناك مؤشرات على أن روسيا تتماهى مع الضغوطات الغربية لإضعاف نظام الأسد أولاً وربما لإجباره على الانصياع للحل السياسي في سوريا.

ومما لاشك فيه أن قيام احدى أشهر القنوات الامريكية ببث حلقة كاملة عن جرائم نظام الأسد هو الأشد خطورة بين كل هذه الضغوطات، فهو يعني بأن ادارة الرئيس الأمريكي بايدن سوف تستمر بمعاقبة نظام الأسد وإجباره على تطبيق القرارات الدولية، ولكن ليس بالصورة التي يأملها الشعب السوري لتعيد له حقوقه.

إذاً نحن في هذه المرحلة امام تطورات مهمة على صعيد الحدث السوري، تتزامن مع نية بشار الأسد ترشيح نفسه للانتخابات منتصف العام الجاري، وبدء حملته الانتخابية ضاربا بعرض الحائط كل القرارات الدولية وكل الآثام والآلام التي سببها للشعب السوري، وهذا يعني أنه خلال الفترة القادمة قد نشهد العديد من التحولات المفاجئة، حيث يتحدث العديد من المراقبين بأن هذه الضغوطات الغربية ليست إلا تمهيد لفتح الحوار بين النظام السوري وإسرائيل، أي انها بالنهاية تُقدم لبشار الأسد تبريراً أمام شعبه بأنه أنقذ بلاده من تدخل دولي وشيك عبر الصلح مع إسرائيل...وكما هي العادة فإن وسائل إعلام النظام سوف تطبل لهذه الخطوة على انها انتصار على المؤامرة الكونية التي على ما يبدو انها لن تنتهي إلا بنهاية سوريا وشعبها وفقاً لرؤية النظام.

//