صحيفة أمريكية: أردوغان أذلّ نظيره الروسي في عدة مواقع حول العالم
قاسيون – رصد
اعتبرت صحيفة "بزنس إنسايدر" الأمريكية أن سياسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أذلت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طيلة عام كامل، حيث تخوض تركيا بشكل متزايد في النزاعات بالوكالة ضد القوات التي تدعمها روسيا.
وأشارت الصحيفة إلى أن أنقرة دعمت أخيراً أذربيجان في حربها ضد أرمينيا المدعومة من روسيا وذلك في الصراع على ناغورنو - قره باغ التي "تعتبر من مخلفات الاتحاد السوفيتي وتقع في أذربيجان، إلا أن غالبية سكانها من الأرمن".
واعتبرت "بزنس إنسايدر" أن تزايد جرأة تركيا يعود إلى "تصرف أردوغان كبوتين بكل بساطة"؛ إذ يقول أحد المحللين العسكريين من حلف شمال الأطلسي والمختص بالشرق الأوسط: "لقد أصبحت تصرفات أردوغان تفوق تصرفات بوتين أكثر من بوتين نفسه".
وبحسب الصحيفة يعتقد المصدر أن جرأة أردوغان ازدادت بفعل الضربة التي تلقاها بوتين من الغرب أثناء تأسيسه لوجود طويل الأمد في سوريا وليبيا، وبعد اقتطاعه لمساحات شاسعة من أوكرانيا، حيث دخلت تركيا وعلى مدار العام الفائت هي أيضاً في النزاعين السوري والليبي، وقد "نظر أردوغان إلى برنامج طائرات الاستطلاع الرخيص والفعال في ذات الوقت، وفكر: لماذا لا أقوم بالشيء ذاته؟ ويبدو أن تلك الأساليب نجحت كثيراً في المناطق نفسها التي قام بوتين نفسه باستخدام الأساليب ذاتها معها".
وأشارت الصحيفة إلى قيام تركيا بنشر سلسلة من طائرات الاستطلاع الحربية الرخيصة التي تم إنتاجها محلياً، والقادرة على تدمير أعداد هائلة من المركبات المدرعة المكلفة واستخدامها في ناغورنو-قره باغ أيضاً، فيما قامت روسيا بإرسال مرتزقتها وأسلحتها ودعمها الجوي للقوات الليبية المؤيدة لحفتر.
وانتهزت تركيا الفرصة في ليبيا -وفقاً للمصدر- وأرسلت قواتها لدعم حكومة طرابلس؛ ما أسهم في إيقاف التقدم الروسي واضطر الجميع إلى التفاوض ووقف إطلاق النار بعد أن فكر بوتين وحلفاؤه في مصر والإمارات بأن بوسعهم تحقيق انتصار سهل يترتب عليه عقد صفقات نفطية مربحة، إلى جانب وجود عسكري طويل الأمد.
ووضعت الصحيفة دخول الجيش التركي إلى محافظة إدلب شمال سوريا في الإطار نفسه، حيث تمكن الأتراك من منع تقدم قوات النظام السوري عبر استخدام طائرات بدون طيار مرة أخرى، وهكذا أصبح طريقاً دولياً مهماً في تلك المنطقة يخضع لحراسة دوريات مشتركة من قِبل الولايات المتحدة وروسيا وميليشيات الحماية ونظام الأسد والنظام الإيراني والقوات التركية.
وأوضح المحلل العسكري بحسب ما نقل موقع نداء سوريا أن "الطائرات المسيرة هي من جعل الأمور سهلة وغير مكلفة؛ إذ بوسع أردوغان أن يتحمل تكلفة المخاطرة ببعض الطائرات المسيرة والمقاتلين الذين اختارهم من جماعات سورية مختلفة، فنجح في ذلك مع كل مرة، وبالرغم من تعرضه لبعض الانتقادات في حلف شمال الأطلسي وبعض المكالمات الهاتفية، إلا أنه أدرك أن أحداً لن يقوم بأي شيء ضده تماماً كما حدث مع بوتين في القرم".
يُشار إلى تصاعد الخلافات والتباين الميداني على الأرض في شمال غربي سوريا، حيث توقفت روسيا عن المشاركة في الدوريات المشتركة على M4، كما كثفت من قصفها على جبل الزاوية واضطرت تركيا للبدء بسحب نقاطها المحاصرة.
وكالات