تعدد الزوجات في سوريا... واقع الحرب ينهي أحلام الفتيات
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><sup><span style="color:#000000"><span style="font-size:13px"><span style="font-size:18px">نور</span> </span></span><span style="color:rgb(0, 0, 0); font-size:20px">دالاتي (قاسيون) - «ما ضل شباب بالبلد» جملة أخذت طريقها إلى قائمة الكلمات المضافة على حياة المواطن السوري منذ عام 2011، وكان انطلاق الثورة السورية، مؤشّر تزايد محتّم في نسبة الإناث مقابل الذكور، أخذ بالتضخّم مع اندلاع القتال المسلّح، الأمر الذي وضع آلاف الشبان السوريين على جبهات الحرب، فضلاً عن حملات السحب للاحتياط، التي دفعت أعداداً هائلة من المطلوبين للخدمة إلى طرق الهجرات الوعرة، تاركين خلفهم نساءً بلا معيل؛ أو زوج.</span></sup></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:20px">تشير التقارير الصادرة عن وسائل الإعلام الموالية للنظام السوري، إلى تزايد هائل في نسب تعدد الزوجات، حيث نقلت صحيفة «الوطن» عن القاضي الشرعي الأول بدمشق «محمود معراوي» أن نسبة عقود تثبيت الزواج في المحكمة لأزواج يتزوجون مرة ثانية؛ أو ثالثة تجاوزت 40%، مؤخراً في وقت كانت لا تتجاوز 10% قبل اندلاع الثورة السورية.</span></sup></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:20px">وتسجّل المحكمة الشرعية بدمشق، أكثر من أربع حالات زواج لرجال متزوجين يوميّاً، فيما أشار «المعراوي» إلى أنّ عدد كبير من الحالات يكون فيها فرق السنّ شاسعاً بين الفتاة والرجل.</span></sup></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:20px">وأوضح القاضي الشرعي، أن ارتفاع نسبة الإناث مقابل الذكور، دفعت بالمحكمة الشرعية إلى تجاوز التدقيقات التي كانت تتخذ حول مسألة الزواج الثاني، كون الزوج قادراً على هذا الزواج؛ أو غير قادر.</span></sup></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:20px">وساهم ارتفاع نسبة الفقر في سوريا، بإرغام الفتيات على الرضوخ لخيار الزوجة الثانية؛ أو الثالثة؛ أو حتى الرابعة، حيث ارتفعت نسب الفقر في سوريا، إلى 80%، مقارنة بما كانت عليه قبل عام 2011، فيما فقد ثلاثة ملايين أعمالهم، ما أدى ذلك إلى فقدان 12 مليون سوري مصدر دخلهم.</span></sup></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:20px">ونقلت صحيفة «الوطن» إن أحد المواطنين زوّج ابنته لرجل يكبرها بعشرين سنة، وأنه كان مضطراً لتزويجها «لأيّ رجل يتقدّم لطلبها»، مؤكّداً أن شاباً لم يعد يتقدّم لخطبة بناته اللواتي بلغن سنّ الزواج، في ظل ظروف اقتصاديّة قاسية.</span></sup></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:20px">ورغم الأثر الاقتصادي الكبير إلا أنّه يبدو ثانويّاً أمام الأرقام التي تؤكّد مقتل آلاف الشباب السوريين، نتيجة القصف المستمرّ للنظام منذ خمسة سنوات، والذي أودى بحياة أكثر من 300 ألف مواطن سوري، فيما خلّفت الحرب 109 آلاف مفقود، و282 ألف معتقل، أغلبهم من الذكور.</span></sup></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:20px">كما يجنّد النظام ضمن جيشه، أكثر من 300 ألف عنصراً، إلى جانب 450 ألف مقاتل احتياطي، يتم وضعهم على جبهات القتال؛ أو على الحواجز الأمنية، إثر حملات السحب التي تعد هاجساً يؤرّق الشبان السوريين، ويدفعهم إلى الهجرة خارج البلاد.</span></sup></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:20px">بينما تشير إحصائيات أممية، إلى أنّ الشبان شكّلوا خلال العام الماضي 73%، من نسبة المهاجرين إلى دول الاتحاد الأوروبي، حسب «اليونيسيف»، ما يعني وصول أكثر من 350 ألف شاب سوري إلى أوروبا العام الماضي.</span></sup></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:20px">ورغم التسهيلات الكبيرة التي اتجه إليها المجتمع السوري في الزواج، إلّا أنّ نسبة «العنوسة» ارتفعت مؤخراً إلى 70%، مقارنة بما كان عليها قبل الثورة السورية، ما يضع الفتيات السوريات أمام خيارات صعبة في مواجهة ظروف الحرب التي جعلتها في حالات كثيرة بلا معيل؛ أو عمل، بانتظار شاب يصارع على جبهة أخرى من جبهات الواقع السوري.</span></sup></span></p>