وكالة قاسيون للأنباء
  • الاثنين, 23 ديسمبر - 2024

"هيئة تحرير الشام" تسيطر على المجلس العسكري الموحد في إدلب

قاسيون – رصد
أكد مصدر في محافظة إدلب بأن التشكيل العسكري الموحد الذي تم الاتفاق عليه بين القوى العسكرية في إدلب؛ يفترض أن يُعلن عنه بشكل رسمي خلال فترة قريبة، على أن يمتد نفوذه المناطق المتبقية في المحافظة، والخارجة عن سيطرة النظام السوري.
وذكر المصدر في حديث لـ "روزنة"، السبت، أن المجلس العسكري سيكون عبارة عن 18 لواء، يخصص فيه 8 ألوية لصالح "هيئة تحرير الشام"، و 4 ألوية لـ "فيلق الشام"، و 4 ألوية لـ "أحرار الشام"، على أن يترك لواءين اثنين فقط للفصائل الأخرى في المنطقة.
وقال المصدر أن الهدف من المجلس يأتي لشرعنة وجود تحرير الشام كفصيل رئيسي يسيطر على المنطقة؛ في سبيل رفع اسمه من قوائم الإرهاب، بخاصة وأن المجلس سيعلن عن أن أبرز أهدافه يتمثل بوقف تقدم قوات النظام السوري وحليفه الروسي صوب مناطق جديدة من إدلب.
و يُشرف على المجلس ثلاثة قياديين، هم قائد الجناح العسكري في "هيئة تحرير الشام"، ونظيره في حركة "أحرار الشام"، وقائد غرفة عمليات "الجبهة الوطنية للتحرير".
  فيما لم توضح المصادر إن كان هذا المشروع يحمل مباركة من أي دولة متدخلة في الشأن السوري، الأمر الذي قد يعرقل التفاهمات الروسية التركية حيال ملف إدلب، وذلك في ظل إصرار روسي على التقدم إلى كافة المناطق المحيطة بالطريق الدولي "إم 4"، وحتى الوصول إلى معبر "باب الهوى".
كذلك لم يتبين بعد مصير القوى المصنفة على قوائم الإرهاب، أو المرتبط منها بتنظيم "القاعدة" الإرهابي، مثل "حراس الدين" و "الحزب التركستاني"، وفيما إذا سيضطر المجلس العسكري المزمع تشكيله قريبًا فتح معارك محدودة ضمن المنطقة لإنهاء نفوذ تلك القوى أو أي منها، أوالعمل على تفكيك نفوذ تلك الجماعات المتطرفة.
وحول قرب الإعلان عن المجلس العسكري الموحد، و أبعاد تشكيله على مستقبل إدارة المنطقة، اعتبر الباحث في شؤون الجماعات الجهادية، عباس شريفة، أن فكرة المجلس العسكري لا يمكن أن تؤسس لحوكمة كاملة في إدلب. بخاصة و أن المجلس سيكون مؤلفًا من ثلاث شخصيات عسكرية مناط به الملف العسكري فقط.
و أضاف متابعًا خلال حديثه "كذلك لم تُطرح علاقة هذا المجلس بحكومة الإنقاذ والجهاز الأمني لتحرير الشام الذي يملك مطلق النفوذ في إدلب، وهو ما يجعل من المجلس العسكري مجرد واجهة لأدوات حكم هيئة تحرير الشام، ولا يبشر بتحول جذري على مستوى الحوكمة الذي لا يزال تحت نفوذ تحرير الشام".
  و رأى شريفة أن "تحرير الشام" تسعى من خلال المجلس العسكري الموحد إلى إعادة تعريف نفسها بوصفها قوة عسكرية محلية لا تحمل أي أيديولوجيا خاصة، وتقوم بمحاربة تنظيمات الغلو والتطرف من منطلق خوفها الذاتي من تنامي قوة هذه التنظيمات وإعادة بناء نفسها كتنظيم "حراس الدين"، والاستثمار السياسي بورقة محاربة التطرف.
وزاد بالقول معتقدّا بأن "مستقبل تحرير الشام السياسي لن يكون بالإنهاء، ولن يكون بالتأهيل على وضعها الحال، وإنما باعادة تفكيك وتركيب يجعل منها قوة متماهية مع الحلول الدولية".
هذا ويدلل القصف المتصاعد من قبل قوات النظام السوري وحليفها الروسي؛ الذي طال مناطق مختلفة من محافظة إدلب خلال الفترة الحالية، على نوايا روسيّة بخرق تفاهمات التهدئة مع الجانب التركي، ما يشي باحتمالية مساعيها في الوصول إلى مناطق جديدة بإدلب.  
المصدر: اعلام معارض

//