وكالة قاسيون للأنباء
  • الأربعاء, 6 أغسطس - 2025

درعا .. سلَّةُ غذاء روما تقطع أشجار الزيتون للتدفئة

درعا .. سلَّةُ غذاء روما تقطع أشجار الزيتون للتدفئة

عبد الله حسن (قاسيون) – في مدينة درعا، جنوب سوريا، يضطرُّ أهالي الريف؛ ممن يعملون في الزراعة، مع بداية (أربعينية الشتاء)، والظروف التي تقاسيها البلاد، من غلاء أسعار المحروقات، المستخدمة شيوعاً وندرتها، إلى قطع الأشجار المثمرة في أراضيهم، وحرقها بعد ذلك للتدفئة.

العم «أبو محمد»، يملك في أرضه الزراعية في حوران، ما يقارب 300 شجرة زيتون، قام بقطع نصفها، ليقي أطفالَه الخمسة، وباقي عائلته شرَّ البرد، الذي لم يعد لهم قدرةٌ على احتمال مآلاته، في ظل غلاء الأسعار، وحجم الفرق (الشاسع) بين سعر صرف الدولار الأمريكي، والليرة السورية، إضافة لتدنّي مستوى الدخل المادي للفرد، علاوةً على ما تمر به المنطقة من قسوة الطقس، والأحوال الجوية.

ويعتبر شجر الزيتون، من أهم الأشجار المثمرة في سوريا، من حيث إدرارها للأرباح تجارةً، والزيت من حيث الغذاء، إلى جانب قيمتها المعنوية، إذ تستغرق وقتاً طويلاً حتى تؤتي محصولها، وهي من الأشجار المعمِّرة، التي يتفاخر الفلاحون فيما بينهم، بامتلاك العدد الأكبر منها.

يوَّضح أبو محمد لـ «قاسيون» قائلاً: نحن هنا في محافظة درعا، نعاني ارتفاع أسعار المحروقات والمواد الأساسية، وحالنا المعيشية سيئة للغاية، لعدم توفّر فرص العمل، ما اضطرني إلى قطع أشجار، كنت أرعاها منذ أن كنت شاباً، بغية التدفئة، واستخدامها بدل الغاز لأغراض الطبخ، إضافةً لبيعها إلى آخرين بحاجتها، مضيفاً: درعا التي كانت سلةً غذائية في عهد روما، هي الآن بحاجة لما يقوم على أمرها من حيث الغذاء.

وتعاني البلاد جميعها، أزمةً في توفر الوقود، ومواد التدفئة، بعد سيطرة تنظيم الدولة «داعش» على معظم آبار النفط شرق البلاد، إلى جانب الظروف الأمنية السيئة، التي تعيق نقل تلك المواد، من مراكز إنتاجها إلى مستهلكيها، ما تسبب في رفع أسعارها، إلى أضعاف ما كانت عليه سابقاً.